قد تتعجب لأول وهلة عندما تقع عيناك على هذا العنوان، وتتساءل: “وهل تصوم العصافير؟”، لكن في حقيقة الأمر هي عادة عثمانية قديمة أعادت بعض البلديات في تركيا وفي مقدمتها بلدية “أيوب” في إسطنبول، إحياءها، لتعويد الصغار على الصيام.
إذا حالفك الحظ وكنت من زوار جامع “أيوب سلطان” وهو جامع الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في حي أيوب بإسطنبول وبه ضريحه أيضاً، ستتعرف عن قرب على صيام العصافير.
الزمان: يومياً طول شهر رمضان، وقبيل الظهر بنحو الساعة وفي ساحة جامع أيوب سلطان، تقيم بلدية “أيوب” إفطاراً يومياً لعشرات الأطفال يتضمن عرضاً مسرحياً وحكواتياً، لتسلية الصغار، حتى يحين موعد إفطارهم مع أذان الظهر.
كما يتضمن الإفطار يومياً أسئلة بسيطة للأطفال ومنحهم جوائز وتعليمهم آداب الطعام ومنها الدعاء قبيل الإفطار، وربطهم بقضايا الأمة بأسلوب سهل وبسيط يناسب سنهم الصغيرة كقضية فلسطين وربطهم بأمجاد الأمة.
المكان: ساحة جامع أبو أيوب الأنصاري أو ما يطلق عليه الأتراك “أيوب سلطان”، وهو الذي استضاف الرسول الكريم في بيته لبضعة أشهر أثناء قدومه إلى المدينة بعد الهجرة.
جانب مصلى الجامع تجد ضريح سيدنا “أبي أيوب” إذ توفي الصحابي الجليل في عام 52هـ على أطراف القسطنطينية، عندما كان يشارك في جيش يزيد بن معاوية، فلم تمنعه سنواته الثمانون عن المشاركة في محاولة فتح القسطنطينية، إذ يقال: إنه قد سمع بشارة من النبي أنه سيدفن عند أسوار القسطنطينية رجل من الصالحين، فتمنى أن يكون هو، ويقال: إنه لما أصابه مرض الموت على أطراف القسطنطينية، جاء إليه يزيد بن معاوية ليتعرف على وصيته، فقال له: “خذوني بعيداً بعيداً في أرض الروم ثم ادفنوني هناك”، وهو ما كان، وعندما أتم الله على السلطان محمد الفاتح فتح القسطنطينية عام 1453م، أمر بالبحث عن قبر أبي أيوب الأنصاري، وحيثما وجد أمر ببناء مسجد في ذات المكان، وهو مسجد أيوب سلطان.