إيعاز بلدية الاحتلال لشركة إسرائيلية ببناء عشرة أبراج تجارية قرب باب العامود وباب النبي داود يعتبر تدخلاً في شكل المدينة الحضاري والتاريخي، واعتداء على هذا الإرث التاريخي من قبل دولة الاحتلال وذراعها في هذا التشويه البلدية العنصرية.
تدخل سافر
يقول الخبير العمراني بالقدس والمحاضر في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت جمال عمرو: هذه الأبراج عبارة عن تدخل سافر من الاحتلال في الشكل الإسلامي للمدينة، فهي تقع بالقرب من أهم أبواب المدينة المقدسة وهو باب العامود، وبابا النبي داود، بحجة إيجاد موقف للسيارات، فهي أبراج مرتفعة تشوه المكان بحجة استيعاب المركبات في قادم السنوات.
وأضاف: الاحتلال يريد أن يضع بصمة مشوهة بالقرب من معالم تاريخية، فمدينة القدس لها مكانة تاريخية حسب تصنيف منظمة “اليونسكو”، كما أن الحضارة الإسلامية معالمها فيها واضحة، ويقصد بهذه الأبراج التجارية العشرة إضافة بصمة احتلالية تضمن رسالة أن الاحتلال موجود في المكان، وسيكون ارتفاعه ما يزيد على 12 متراً، ولن تحل أزمة الازدحام التي تتذرع بها بلدية الاحتلال بقيادة العنصري نير بركات.
واستعرض عمرو المشاريع التهويدية في القدس ومحيط المسجد الأقصى قائلاً: هناك مشروع التلفريك الهوائي والقطار الذي يشوه سماء المسجد الأقصى وساحاته، وأعمدته تستهدف قبور مقبرة الرحمة بحجة وضع الأعمدة للتلفريك الهوائي.
ونوه قائلاً: قبل عام تقريباً، تم وضع منصات أمنية قرب باب العامود شوهت المكان بحجة الإجراءات الأمنية، فهذه المنصات تمت إقامتها بجانب باب تاريخي وسور عثماني لتشويه الصورة الحضارية، فهذه المنصات عبارة عن أجسام غريبة في المكان.
آثار كارثية
وأشار الباحث المقدسي محمد القاسم إلى أن خبراء في الفن العمراني الإسرائيلي قالوا: إن هذه الأبراج لها آثار كارثية على المكان، فإذا كان الهدف استيعاب سيارات الحجاج للمدينة والزائرين، فلماذا لا تكون هذه المواقف تحت الأرض، كما هي الحال في الكثير من الدول، فالمكان لا يحتمل وجود أبراج تجارية بالقرب من مكان يمتاز بالتراث والعمق التاريخي.
وأضاف القاسم: هذا الرأي لخبراء من الإسرائيليين، إلا أن الاحتلال يصر على تشويه الوجه الحضاري لمدينة القدس، ويسعى دوماً إلى مخالفة الواقع بالتناقض معه وإحداث تغييرات جذرية لتزوير الحقائق.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري: نحن نعيش في مدينة القدس المحتلة تحت وطأة احتلال يسعى إلى قلب الحقائق رأساً على عقب، فأعمال التزوير قائمة في ساحة البراق وفي محيط المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية لما يسمى زوراً وبهتاناً بالحدائق التوراتية وإقامة الكنس بالقرب من المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة، وكل هذه المشاريع التهويدية تهدف إلى خدمة الرواية التوراتية الخرافية، فهم لم يعثروا على دليل واحد بوجود تراث يهودي في المدينة بشهادة علماء الآثار عندهم.
وأضاف صبري: الحضارة الإسلامية في مدينة القدس تتعرض إلى هجمة من قبل حكومة اليمين المتطرفة، فكل حجر في القدس مستهدف، وفي المقدمة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وساحات المسجد، وبدأت مشاريعهم العنصرية تطفو على السطح بحجج واهية، ومشروع الأبراج التجارية قرب باب العامود محاولة لطمس معالم القدس منها الأبواب التاريخية في المكان والسور التاريخي.