اعترفت الصين “ضمنيًا” بوجود معسكرات سرية لاعتقال المسلمين في إقليم تركستان الشرقية “شينغيانغ”.
يأتي ذلك بعد أشهر من نفي بكين وجود تلك المعسكرات، رغم تزايد الأدلة التي جمعتها المنظمات غير الحكومية حولها.
كما جاء الاعتراف الصيني، الضمني، بعدما غيّر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم فجأة، هذا الأسبوع، خطابه بشأن مزاعم وجود تلك المعسكرات، وأعلن سن تعديلات على قانون “مكافحة التطرف”.
وأفادت صحيفة تابعة للحزب الحاكم، الأربعاء الماضي، بأن إقليم شينغيانغ (غرب) قام بتعديل تشريعات من شأنها السماح للسلطات المحلية “بتعليم وتعديل سلوك” الأشخاص المتأثرين بالتطرف في “مراكز التدريب المهني”.
وقالت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”: إنّ مصطلح “مراكز التدريب المهني” تستخدمه الحكومة في الأصل، لوصف شبكة من مراكز الاعتقال تعرف باسم مخيمات “إعادة التلقين”.
ودأبت الحكومة الصينية على نفي مزاعم وجود معسكرات محتجز فيها نحو مليون مسلم في شينغيانغ، أغلبهم من أقلية الأويجور.
وفي أغسطس الماضي، طالبت لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة، الصين، بالإفراج فورًا عن مسلمي الأويجور، المحتجزين بشكل غير قانوني في ما أسمته بـ”معسكرات إعادة التثقيف السياسي”.
وقدّرت اللجنة عدد المحتجزين بشكل غير قانوني في تلك معسكرات بنحو مليون شخص، في ظل غياب إحصاءات رسمية.
ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على الإقليم الذي يعد موطن أقلية “الأويجور” التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينغيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونًا منهم من الأويجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.