6 سنوات مضت على استشهاد نائب قائد “كتائب القسام” أحمد الجعبري، حيث اغتالت طائرات الاحتلال 14 نوفمبر 2012 القائد الجعبري، ما أدى لنشوب مواجهة سميت “حجارة السجيل” أبلت فيها المقاومة بلاء حسنًا، واستمرت 8 أيام.
وتأتي الذكرى السنوية لاستشهاد الجعبري، تزامنًا مع إنجاز جديد للمقاومة الفلسطينية، وتلقين المقاومين الفلسطينيين الاحتلال درسًا لن ينسوه، في مواجهة دامت 48 ساعة بدأت بعملية خانيونس الفاشلة، وانتهت بإعلان “إسرائيل” تثبيت إطلاق النار.
وتأتي الذكرى المجيدة لارتقاء الجعبري، مع مرور أكثر من 4 سنوات على أسر المقاومة الفلسطينية 4 إسرائيليين إبان العدوان الإسرائيلي 2014، في تأكيد على مضيها على نهج الجعبري وأسلافه.
حياة الجعبري
ولد الجعبري عام 1960، وتعود جذور عائلته إلى الخليل جنوب الضفة الغربية؛ حيث انتقلت إلى قطاع غزة، وسكنت حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وعُرفت عائلته بجهادها ونضالها، حيث استشهد عدد كبير من أبنائها، واعتقل عدد آخر لانتمائهم لصفوف المقاومة الفلسطينية.
بدأ الجعبري حياته الجهادية في مقاومة الاحتلال بانتمائه لصفوف حركة “فتح”؛ حيث اعتُقل عام 1982 بتهمة الانخراط في مجموعات عسكرية تابعة لها، خططت لعملية فدائية.
وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة “فتح” وانتمى لحركة “حماس” بعدما ارتبط بعلاقات واسعة مع قياداتها مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة.
قيادة السجن
ويقول أسرى عايشوه: إنه عمل برفقة عدد من قادة الحركة الذين تواجدوا في السجون، ومن بينهم د. إبراهيم المقادمة الذي اغتيل في عام 2003، على تجهيز عناصر “حماس” للانضمام إلى الأجهزة المختلفة للحركة بعد خروجهم، لا سيما جهازها العسكري “كتائب عز الدين القسام”، وذلك من خلال دورات أمنية وعسكرية ودينية مكثفة تؤهل الشبان للانخراط في العمل التنظيمي فور خروجهم.
وأفرج الاحتلال الصهيوني عن الجعبري عام 1996 بعد أن كان رفض الإفراج عنه قبل ذلك بعامين في إطار إفراجات اتفاق أوسلو؛ حيث خرج من السجن في وقت كانت “حماس” تتعرض فيه لحملة واسعة من السلطة الفلسطينية، فعمل على تأسيس جمعية “النور” لرعاية الأسرى ومتابعة ملف الأسرى بالكامل، ومشاركته في فعاليات أهاليهم كافة.
وانضم في العام 1997 إلى حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته “حماس” في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية التي تعرضت لها من السلطة آنذاك، وسرعان ما تعرض للاعتقال من الأجهزة الأمنية، وأمضى عامين في سجونها، وذلك بتهمة الانخراط في العمل العسكري مجددًا.
قائد الأركان
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، خرج الجعبري من سجون السلطة، وكان ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لـ”كتائب القسام”، قبل أن يصبح الرجل الثاني رسميًّا، والقائد الفعلي فيها بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة، وإصابة خليفته القائد محمد الضيف الذي نجا من عدة عمليات اغتيال عام 2003.
وسبق أن حاول الاحتلال اغتيال الجعبري عدة مرات، أبرزها في السابع من أغسطس 2004، حينما قصفت طائرة صهيونية منزل عائلته في حي الشجاعية شرق غزة، واستُشهد في الحادث نجله محمد، وشقيقه فتحي، وصهره وعدد من أقاربه ومرافقيه، وأصيب هو بجراح طفيفة في الحادث.
واحتل اسم الجعبري وسائل الإعلام بقوة، بعد عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في 25 يونيو 2006؛ التي كانت إسقاطاً لهيبة الاحتلال؛ حيث اتهمته “إسرائيل” بالوقوف وراء العملية، وباتت تطلق عليه “رئيس أركان حماس”.
وكان الجعبري أحد أعضاء وفد “حماس” الذي فاوض الاحتلال الصهيوني بشكل غير مباشر بوساطة المخابرات المصرية، وهي المفاوضات التي أثمرت عن إبرام صفقة شاليط، في أكتوبر 2011.
اغتيال الجعبري
في عصر يوم الأربعاء 14 نوفمبر أقدمت الطائرات الحربية الصهيونية على اغتيال الجعبري أثناء مروره في سيارته بأحد شوارع مدينة غزة، ما أدى في حينه إلى استشهاده ومرافقه الشخصي.
ويعتقد المحللون والمراقبون أن اغتيال الجعبري هو تصفية حساب صهيوني لعملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، والنجاح في الحفاظ عليه لخمس سنوات، وإدارة ملف التفاوض بشأنه حتى تنفيذ صفقة تبادل أفرج بموجبها عن ألف أسير فلسطيني بينهم 450 من كبار الأسرى الذين كانت ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنهم في السابق.
المصدر: “المركز الفلسطيني للإعلام”.