بعد عشرة أشهر من الصمود والتحدي مازال أكثر من 400 مواطن في الخان الأحمر يساندهم المتضامنون يواصلون معركة الصمود والتحدي على بقعة صغيرة.
وكان الخان الأحمر ضمن المزاودات الانتخابية من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي سيقود تشكيل حكومة يمينية متطرفة، ومن قبل وزير الجيش السابق أفيجدور ليبرمان الذي أكد أن استقالته بسبب غزة ومقاومتها وعدم هدم الخان الأحمر.
يقول المسن الحاج أبو يوسف أبو داهوك من سكان أهالي الخان الأحمر: على الشعب الفلسطيني أن يواصل دعمنا هنا في الخان الأحمر، فنحن نحافظ على بوابة القدس الشرقية والاحتلال يريد أن يحقق إنجازاً بطردنا من المكان، وإقحامنا في الانتخابات الإسرائيلية فاقم من معاناتنا اليومية، فالكل يعيش على أعصابه ينتظر المجهول من حكومة عنصرية هدفها الطرد والترحيل وإفراغ الأرض.
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير المهندس وليد عساف: بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية ومفاوضات تشكيل الحكومة هناك خطر حقيقي على الخان الأحمر، لأن ليبرمان يمتلك بيضة القبان في هذه الحكومة وسبب استقالته الحرب على غزة وعدم هدم الخان الأحمر، لذا فنحن ندرك مدى الخطر الذي نواجهه في قادم الأيام والمطلوب مزيد من الصمود والمساندة والواجد الشعبي المتواصل داخل الخان الأحمر.
مصير مجهول
وأكد أهالي الخان الأحمر في حديث معهم أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين في حكومة الاحتلال عقدوا اجتماعات مطولة على التلة المقابلة للخان الأحمر، وهذا يؤكد إصرار الاحتلال على التخطيط المتواصل لقلع الخان الأحمر من جذوره.
ويقول الخبير والناشط في مقاومة الاستيطان محمد زيد: لقد زرت الخان الأحمر عدة مرات في حملات مساندة ودعم وخلال تجوالي في ربوع الخان الأحمر لامست مدى الإصرار القوي من قبل النواة الصلبة، مضيفاً: هم أهالي الخان الأحمر الذين رفضوا كل الإغراءات بإيجاد أرض بديلة ورخص بناء وتعويض مالي، وحكومة الاحتلال بعد استنفاذ سياسة الجزرة سوف تستخدم أسلوب العصا، بعد تشكيل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية.
وأشار إلى أن الخان الأحمر سيكون من أولويات الحكومة اليمينية القادمة؛ لأن لها علاقة بالقدس وبوابتها الشرقية وتنفيذ مشاريع ضم المستوطنات المحيطة بالقدس الواقعة في الضفة الغربية إضافة إلى تطبيق مشاريع استيطانية تم تجهيزها مسبقاً.
ويضيف: أهالي الخان الأحمر ينتظرون مصيراً مجهولاً بعد تهديدات حقيقية بقلع الخان الأحمر وهدمه من أعلى الهرم السياسي المتمثل برئيس الحكومة، وبعد شرعنة الاستيطان من قبل الولايات المتحدة وقرار الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان، وهذا يتطلب وقفة جادة مع أهالي الخان الأحمر من خلال مساندة متواصلة تمنع تهجيرهم واستهداف البوابة الشرقية لمدينة القدس.
ويتابع قائلاً: الاحتلال يريد استهداف رمزية الخان الأحمر وما شكله من قوة تحدٍّ وتصدٍّ لمشاريع التهجير التي تسعى إليها حكومة الاحتلال في مناطق “ج” التي تصل إلى مئات التجمعات في الضفة والأغوار، فالهجمة القادمة على هذه المناطق وضمها إلى سيادة دولة حكومة الاحتلال والخان الأحمر وبقية التجمعات تشكل عقبة أمام عملية الضم والسيادة.
ويوضح الخبير بشار القريوتي: الخان الأحمر وغيره من التجمعات في المواقع المهمة من أراضي الضفة الغربية تعتبر هدفاً إستراتيجياً للمستوطنين وتوسع مستوطناتهم، لذا فالضغوط على تهجير أهالي الخان الأحمر لن تتوقف، وستكون جرافات الاحتلال جاهزة لتنفيذ مخطط التهجير، فالوقت في هذه الظروف أصبح مناسباً بعد تلقي الدعم الأمريكي لحكومة نتنياهو السابقة والقادمة، ووصول أحزاب تنادي صراحة بطرد الفلسطينيين ليس من الخان الحمر بل من كل الأراضي الفلسطينية إلى دول مجاورة.