كشفت دراسة دولية حديثة أن مرض الكلى المزمن يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأشخاص بضعف الإدراك المعتدل الذي يؤثر على الذاكرة حتى في مرحلة الشباب.
الدراسة أجراها فريق بحث دولي قاده علماء من جامعة نابولي الثانية في إيطاليا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “Nephrology Dialysis Transplantation” العلمية.
وأوضح الباحثون أن اضطراب ضعف الإدراك المعتدل هو حالة متوسطة بين التدهور الإدراكي المتوقع بسبب التقدم الطبيعي في العمر، والتدهور الأكثر خطورة الناتج عن الخرف.
وقد يتضمن المرض مشكلات في الذاكرة واللغة والتفكير والوعي بقدر أكبر من التغيرات الطبيعية المرتبطة بتقدم العمر، وقد يزيد هذا الاضطراب من خطورة حدوث تطور لاحق لمرض الخرف.
ولكشف العلاقة بين تراجع وظائف الكلى، وتدهور صحة الدماغ، راقب الفريق مجموعة من المصابين بمرض الكلى المزمن في أعمار مختلفة بداية من الشباب إلى كبار السن، وأجروا تقييمات لأداء الدماغ والذاكرة والإدراك لديهم.
ووجد الباحثون أن ضعف الإدراك المعتدل بين مرضى الكلى المزمن ليس متعلقًا بالشيخوخة كما هو معتاد، حيث يصابون بتراجع صحة الدماغ في مراحل مبكرة؛ ما يعني أن الضعف الإدراكي يتجاوز المعدل المتوقع لعملية الشيخوخة الطبيعية.
كما وجد الفريق أيضًا أن الضعف المعرفي المعتدل يؤثر على واحد من كل اثنين من مرضى الكلى المزمن، وتتراوح نسبة الإصابة بين 30 إلى 60% من مرضى الكلى، وأن عملية زرع الكلى توقف هذا التدهور المعرفي.
وقال البروفيسور جيوفامباتيستا كاباسو، قائد فريق البحث: إن إحدى النتائج المثيرة للاهتمام هو أن زرع الكلى لمن يعانون من الفشل الكلوي يبدو أنه يبطئ التراجع المعرفي.
وأضاف أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية عملية زراعة الكلى، لأنه ليس لدينا إستراتيجيات تدخل أخرى بمجرد تشخيص إصابة مرضى الكلى المزمن بضعف الإدراك المعتدل.
ومرض الكلى المزمن هو فقدان تدريجي في وظائف الكلى على مدى شهور أو سنوات، وتشمل أعراضه الشعور العام بالإعياء والمرور بضعف الشهية.
وتعمل الكلى على تنظيف الجسم من الفضلات والسوائل الزائدة عبر إخراجها إلى الجهاز البولي، الذي يطردها إلى خارج الجسم، وحين يحدث خلل في وظائف الكلى، تتراكم مستويات خطيرة من الفضلات في الجسم، وهو الأمر الذي قد تنجم عنه الوفاة في الحالات المتقدمة.
وترتبط أمراض الكلى بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وبتر الأطراف.