أربعون عاماً مضت والاتحاد الوطني لطلبة الكويت بقيادة القائمة الإئتلافية، فلم يا ترى الإئتلافية محبوبة لهذه الدرجة؟!
الإجابة باختصار هي أن الطلبة وجدوا فيها قيادة حقيقية، تسعى وتجاهد من أجل مصالح الطلبة.
اتسمت القائمة الإئتلافية عبر هذه السنوات الطويلة برفقة شقيقتها قائمة الاتحاد الإسلامي بالمصداقية والعقلانية، فلا تهور ولا فوضى، بل جدية وعقلانية، وحوار كبار مع الكبار، والحكمة ضالة المؤمن، واستطاعت بذلك تحقيق نتائج إيجابية كثيرة لصالح الطلبة عبر تلك السنوات، لم يحققها أحد مثلهم.
وعرفت القائمة الإئتلافية بالتواضع، فهي بمثابة الأخت الكبرى لجميع القوائم، وتتعامل معهم بكل ود واحترام، وتتحمل ما يكيد لها البعض، وتتسامى على الجراح من أجل استمرار مفهوم الأخوة بين الطلبة.
لم تعرف القائمة الإئتلافية الكبر والتعالي على الآخرين، ولا الضرب تحت الحزام، ولا إثارة الفتن الطائفية والسياسية والفكرية والاجتماعية، رغم كل المحاولات الاستفزازية، وأصبحت محضناً للجميع.
ولم يعهد على القائمة الإئتلافية الفجور في الخصومة، ولا الانتقام، ولا الكذب، بقدر ارتقائها خلقاً وسلوكاً ومنهجاً وفكراً وتربية، فأحبها الجميع.
وتفخر الإدارة الجامعية والأساتذة والإداريين برقي تعامل شباب وشابات القائمة الإئتلافية، الذين يقدمون العون لزملائهم الطلبة، ويتفاهمون مع أساتذتهم بكل أدب واحترام.
تاريخهم ناصع عبر 40 سنة مضت، على المستوى الطلابي داخل الجامعة، وعلى المستوى الوطني خارج أسوار الجامعة، وكانوا خير مؤازر لقيادتهم السياسية في أحلك الأوقات، فقد كان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (بقيادة القائمة الإئتلافية) المؤسسة الكويتية الوحيدة التي رفضت توقيع اتفاقية مع اتحاد الطلبة العراقي قبل الاحتلال.
ولا يخفى على أحد دور الاتحاد (بقيادة القائمة الإئتلافية) فترة الاحتلال الغاشم برفض أي تعاون مع النظام العراقي البائد، وعقد الاتحاد مؤتمراً دولياً للاتحادات الطلابية العربية والإسلامية والعالمية، وفضح جرائم الاحتلال العراقي النكراء، واتخاذ قرار بطرد اتحاد الطلبة العراقي من عضوية تلك الاتحادات.
وقاد الاتحاد (بإدارة القائمة الإئتلافية) بالتنسيق والتعاون مع اتحاد فرع بريطانيا، حملات إعلامية ومسيرات ضخمة في لندن ضد الاحتلال العراقي، ومظاهرات أمام السفارة العراقية هناك، وأعمال كثيرة ومتعددة شهد لها التاريخ وسجلها الإعلام.
وكان لشباب القائمة الإئتلافية شهداء وأسرى لدى النظام العراقي، حباً وولاءً ووفاءً لهذه الأرض، وهذا الوطن.
لا تتسع الصفحات، ولا تسعفنا الكلمات؛ في وصف تميز القائمة الإئتلافية وتاريخها الناصع، ومثل شباب وشابات القائمة الإئتلافية وقائمة الاتحاد الإسلامي أنموذجاً رائعاً في مفهوم الوحدة الوطنية وحب هذه الأرض.
ها هي السنوات تسير، والأعمار تمضي، فلا أجمل من هذه الذكريات بعد التخرج، والأجمل منها استمرار العلاقة الأخوية الطيبة بين الطلبة، فكما قيل: الانتخابات يوم، والعلاقة الأخوية دوم، فاجعلوا هذا اليوم ذكرى جميلة في نفوس الطلبة، والله الموفق لكل خير.
وأسأل الله عز وجل أن يلبس سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ثوب الصحة والعافية، وأن يوفقه في مساعيه الطيبة، وأن يعيده إلينا سالماً غانماً بإذن الله.