إيمان أحمد ليلى طفلة سورية لعائلة هجرها نظام بشار الأسد من غوطة دمشق الشرقية قبل سنتين، فولدت خلال رحلات النزوح للعائلة التي تنقلت من بلدة إلى بلدة شمالي سوريا هرباً من قصف طائرات النظام وحلفائه.
وصلت إيمان أمس الخميس إلى مشفى الشفاء بمدينة عفرين شمالي البلاد، وقد حملها والدها من مخيم معراتة القريب من المدينة التي لجأت إليه العائلة بعد أن اضطرت للهروب من قصف نظام الأسد وحلفائه على مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي.
وبعد أن قام الأطباء في المشفى بفحص إيمان وجدوها ميتة منذ أكثر من ساعة جراء نزلة برد قاسية أصابتها بسبب عدم توفر التدفئة في المخيم الذي تعيش به مع تدني درجات الحرارة غير المسبوق.
رحلت إيمان عن الدنيا وعيونها مفتوحة وقد أزرق لونها من شدة البرد، وكانت قبل إصابتها بنزلة البرد تعاني من ضمور دماغي وعضلي شديد وسوء تغذية بحسب ما أفادت مصادر في المشفى لمراسل الأناضول.
ومنذ انتشار صورها التهبت مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن مأساة إيمان وأقرانها من الأطفال السوريين الذين فقدوا حياتهم ومستقبلهم بسبب عنف النظام السوري وحلفائه الذين لا ينفكون عن قصف المدنيين وتهجيرهم منذ بداية سنوات الأزمة قبل تسع سنوات.
وأفاد الطبيب الذي اطلع على حالة إيمان، أنها أتت إلى المشفى وهي متوفية، لافتاً إلى أن السبب المباشر لوفاتها هي نزلة برد قاسية أو ما يسمى “عضة الصقيع” أدت إلى توقف القلب والتنفس لديها إضافة إلى توسع حدقتها وتحول لون وجهها إلى الأزرق.
وأشار الطبيب للأناضول إلى أن إيمان كانت تسكن مع عائلتها في مسكن ليس له نوافذ ولا تدفئة، فلم يتحمل جسدها الغض المريض البرد الشديد فلقت حتفها.
يشار إلى أن مئات الآلاف من النازحين فروا من قصف النظام خلال الأشهر القليلة الماضية إلى المناطق القريبة من الحدود السورية حيث يعيشون ظروفاً صعبة للغاية تفاقمت مع اشتداد البرد في المنطقة.
ومنذ أيام يضرب المنطقة منخفض جوي أدى إلى هطول الثلج في عدد من المناطق وانخفاض درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ما زاد من معاناة مئات آلاف النازحين السوريين داخل بلادهم وفي البلدان المجاورة لها.