ذكرت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، اليوم الخميس، أن الخارجية الجزائرية استدعت سفير باريس لديها (لم تذكر تاريخًا)، للاحتجاج على صورة نشرتها قيادة الجيش الفرنسي على حسابها على “تويتر”.
ولم تعلن الخارجية الجزائرية رسميًا عن استدعاء السفير كزافيي دريونكور، بسبب هذه الصورة، التي حذفتها قيادة أركان الجيش الفرنسي من حسابها.
وأضافت الصورة، التي وصفت بالمسيئة للجزائر، مزيدًا من التوتر على العلاقات المتأزمة بالأساس بين البلدين منذ أشهر.
ونُشرت الصورة نهاية أبريل الماضي، وهي عبارة عن إشارة طريق إلى عدة وجهات دولية، بينها الجزائر، وقد أضيف إلى إشارتها، بجانب علمها علم آخر لأمازيغ الجزائر ومنطقة تيزي وزو التي يقطنونها، كما لو كانت جهة مستقلة عن البلد العربي.
وأثارت الصورة موجة غضب في الجزائر، تجلت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ورأت صحيفة “الشروق” (خاصة) أنها “تحمل الكثير من الحقد الموروث عن الاحتلال الفرنسي البغيض، والذي يجهر بمحاولات تفكيك الوحدة الوطنية”.
وإن صح نبأ الاستدعاء، فهذه هي المرة الثانية خلال أسابيع، التي يتم فيها استدعاء السفير الفرنسي إلى مقر الخارجية الجزائرية.
وسبق أن تم إبلاغ السفير نهاية مارس الماضي، باحتجاج شديد على استضافة قناة “فرانس 24” (رسمية) محللًا زعم أن الجيش الجزائري حول مساعدة لمواجهة فيروس “كورونا” قادمة من الصين، إلى مستشفى عسكري في العاصمة الجزائر.
واتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في 7 مايو الجاري، فرنسا بأنها قتلت طيلة 132 سنة من الاستعمار (1830 – 1962)، نصف سكان البلد (5.5 مليون ضحية) في جرائم لا تسقط بالتقادم رغم محاولات تبييضها، وفق تعبيره.
وجاء ذلك في رسالة من تبون للجزائريين، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجازر الثامن مايو 1945، التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي بحق متظاهرين جزائريين.
ومنذ استقالة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، في 2 أبريل 2019، تحت ضغط انتفاضة شعبية مناهضة لحكمه، اتجهت علاقات الجزائر مع باريس إلى التوتر، خاصة منذ أن أعلنت الأخيرة دعمها لورقة إصلاح طرحها بوتفليقة لتمديد حكمه.