قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب “العدالة والتنمية” التركي، جودت يلماز: إن تركيا تعمل جادةً مع دول العالم المعنية بالملف السوري من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة فيها.
وفي لقاء مع الإعلام الأجنبي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، الخميس، أفاد يلماز أن “تطورات حصلت في سوريا بعد الهجوم على القوات التركية من قبل قوات النظام، حيث بدأت تركيا عملية عسكرية هناك”.
ففي 27 فبراير الماضي، استشهد 34 جنديًا تركيا في اعتداء نفذته قوات النظام السوري، فيما أطلقت تركيا ردًا على ذلك عملية “درع الربيع” في إدلب، أسفرت عن تحييد آلاف من قوات النظام وتدمير عدد من المقاتلات والمروحيات ومئات من الدبابات والأسلحة المختلفة.
وقال يلماز بهذا الخصوص: “بعد التصعيد من قبل النظام، تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق نار في المنطقة مع روسيا، وهو وقف إطلاق نارمؤقت، نرغب بأن يكون مستمراً منعاً لحصول أزمة إنسانية”.
وأوضح أن تركيا “تدفع باتجاه الحل السياسي عبر مسار الأمم المتحدة، ودعم هذا المسار من خلال مسار أستانة، وتأمل مواصلة عمل اللجنة الدستورية”.
وأردف: “نعتقد أن النظام (السوري) بحاجة لضغط أكبر من المجتمع الدولي، لأنه يؤمن بالحل العسكري فقط، وتركيا تعتقد أن لا حل في سورية إلا سياسياً”.
وشدد على أنه “ينبغي على المجتمع الدولي ممارسة مزيد من الضغط على النظام ليكون مرناً في العملية السياسية”.
وأضاف: “تركيا تعمل بجهد من أجل الحل في إدلب والتغلب على أزمة النزوح، كما ستواصل محاربة المجموعات الإرهابية في سورية”.
وفيما يخص الوضع في ليبيا، قال يلماز: إن “ما يحصل يؤثر على المدنيين والأمم المتحدة تشير لذلك، نريد أن نرى حلاً سياسياً في ليبيا كما في سورية”.
وأردف: “وجود المقاتلين الأجانب في ليبيا إلى جانب قوات (الجنرال الانقلابي) خليفة حفتر، لا يساعد في إيجاد هذه الحلول”.
وتابع: “هناك دول أوروبية تدعم حفتر، وهناك مرتزقة (فاغنر) الروسية، كما أن الإمارات تدعم هذه المجموعات، وتدعم حفتر بإحضار مرتزقة من السودان ودول أفريقية أخرى”.
وشدد بالقول: “لا نريد رؤية دكتاتورية جديدة في ليبيا، نريد الديمقراطية للشعب الليبي، وندعم الجهود الأممية ونعمل جهدنا لدعم الحكومة المعترف بها أممياً، واجتماع برلين يساهم في الحل ولكن حفتر لم يأت إلى برلين”.
فلسطين وحل الدولتين
كما تطرق المسؤول إلى الوضع في فلسطين قائلاً: “فيما يتعلق بفلسطين تركيا ما زالت تؤمن بحل الدولتين على حدود 1967”.
العراق والحكومة الجديدة
وفيما يخص العراق، أكد يلماز دعم تركيا للحكومة العراقية الجديدة، برئاسة مصطفى الكاظمي.
وأردف قائلاً: “ترغب تركيا بالعمل مع الحكومة من أجل إيجاد الحلول للمشاكل العالقة في العراق، وذلك بالتعاون مع بقية الدول بما ينعكس إيجابا على العراقيين”.
أوروبا والمسائل العالقة
فيما وجه المسؤول التركي انتقادات للاتحاد الأوروبي “لعدم استكمال المفاوضات مع تركيا في عدد من القطاعات بعد أن كانت قد بدأت”، منها مشكلة اللاجئين.
وقال يلماز: “لا يمكن لأي دولة منع أي شخص يرغب بالانتقال لدولة أخرى، فاللاجئون لديهم الحق بالذهاب لبلاد آمنة ولا يمكن لتركيا منعهم”.
وأضاف: “للأسف أوروبا أغلقت الحدود بوجه المهاجرين، ويجب إيجاد حلول للاجئين”، مشيرًا أن “تركيا فعلت الكثير وعلى أوروبا التعاون معنا لإيجاد حلول لهذه المشكلة”.
كما أوضح يلماز أنه “كان هناك وعود أوروبية لتركيا تم الإخلال بها”، لم يوضح ماهيتها.
وأعرب عن أمله بـ”عودة الحوار مع أوروبا بعد انتهاء وباء كورونا، وإيجاد حلول وسط للمسائل العالقة”.
تركيا ومواجهة كورونا
وأيضًا تحدث يلماز عن استراتيجية تركيا في مواجهة وباء كورونا.
وأفاد أن مواجهة كورونا هي الأجندة الأساسية، وكان هناك عاملان لنجاح تركيا في مكافحة الوباء، وهي استجابة الطوارئ والنظام الصحي المطبق في الولايات التركية.
وأضاف أن “ذروة الإصابة في تركيا بكورونا لم يجعل المستشفيات تعاني من عجز بل كان هناك استعداد منها نظراً لكثرة المستشفيات والمدن الطبية، والمستشفيات التي أنشئت لمكافحة الوباء”.
وبيّن أن “الإصلاحات في نظام الضمان الصحي وزيادة عدد العاملين في قطاع الصحة، ساهم بنجاح تركيا”.
وأردف أن “كل مرضى كورونا يتعالجون بشكل مجاني في تركيا”.
انتعاش التجارة الإلكترونية خلال أزمة كورونا
وعن تحوّل تركيا لاستخدام التقنيات خلال أزمة كورونا قال يلماز: “تركيا نجحت في التعليم عن بعد، أكثر من كل الدول، رغم المساحات الكبيرة في البلاد”.
وأضاف: “تمكنت الحكومة من الوصول لجميع شرائح المجتمع، كما انتعشت في تركيا خلال هذه الأزمة التجارة الإلكترونية”.
وختم بالقول: “بدأنا بالعودة للحياة الطبيعية مجددا وبحذر، وتم توزيع المعلومات اللازمة للوزارات المعنية من أجل الحياة الاجتماعية المضبوطة، وتعزيز النظام، واستخدام الكمامات، والحفاظ على المسافة الاجتماعية”.
وأضاف: “سنركز على الاقتصاد والصحة في المرحلة المقبلة، ويجب علينا جميعا النجاح في مكافحة كورونا على مستوى العالم”.