تتعرض الكويت، منذ الخلاف الخليجي واتخاذها موقفاً محايداً من هذا الخلاف، إلى مضايقات في كل المجالات، وهناك محاولات لزعزعة هذا الموقف من دون جدوى، ولما حصل اليأس تم اختيار موقف أسهل رأوه سهل المنال، وهو الضغط على الكويت لشيطنة التيار الإسلامي الوسطي والمحسوب على تيار الإخوان المسلمين، حيث كانت بعض دول الخليج قد اتخذت هذه الخطوة في وقت سابق، ويبدو أن هامش الحرية في الكويت أزعجهم وهم يشاهدون رموز هذا التيار يساهمون مع أبناء بلدهم في بناء وطنهم وتطويره! ودخلوا هذا المعترك وهم يدركون صعوبة تحقيق منالهم، فاستخدموا الضغط الإعلامي المتواصل في تشويه صورة هذا التيار، وكان واضحاً استخدامهم للذباب الإلكتروني الخارجي، مما أضعف موقفهم واستثار غيرة الكويتيين على وطنهم، فتداركوا الأمر وحركوا أتباعهم، وهم قلة من أبناء البلد الذين تم ترتيب أوضاعهم المادية والمعنوية ليقودوا هذه الحملة لإقصاء هذا التيار من المشهد السياسي، وإن أدى الأمر إلى اجتثاثه كما ذكر أكثر من طرف محسوب على قيادة هذا الصراع! طبعاً إلى الآن لم يتحقق لهم شيء، لكن الملاحظ أن بعض الإعلاميين المتورطين في هذه الحملة انكشف عنهم الغطاء واضطروا من أجل حفنة من المال إلى المجاهرة بهذا العمل المشين، وهو اجتثاث مكون رئيسي من هذا المجتمع ولو على حساب مصلحة وطنهم الكويت وأمنه واستقراره! لقد أدرك الكويتيون مؤخراً أن هناك ولاء ناعماً عند بعض الإعلاميين الكويتيين لأطراف خارجية، ويأتمرون بتوجيهاتهم، مما حدا بعضهم إلى أن يطرح طرحاً لا يتناسب ودرجته العلمية التي يتباهى بها، ويفتقر إلى المنطق والواقعية، فالذي يعتبر د. حاكم المطيري من تيار الإخوان المسلمين لا يعرف الساحة السياسية الكويتية، وإن كان وزيراً سابقاً للإعلام! والذي يصدق تسريبات أشرطة مفبركة ويروج لها من يطالب بقلب نظام الحكم في بلده لا يمكن اعتباره محللاً سياسياً! لقد فشلت هذه الحملة على الكويت، وأثبتت أنها عصية على كل من يحاول أن يعبث باستقرارها، واستمرت على حيادها لتتمكن من أن تكون الأمل في حمل مشعل الحل والوساطة لأخطر أزمة مرت على دول الخليج وهددت وجودها، كما استمر الحكم في الكويت يتعامل مع الشعب تعامل الوالد مع أبنائه، وانها تسع الجميع، بكل أفكارهم وتوجهاتهم ما داموا ملتزمين بالدستور والقانون! فالبلد في حاجة إلى جهود جميع من يعيش عليه، كان وسيظل واحة يتمنى الكثيرون أن يهنأوا بنعيمه ورغد العيش فيه، ولو قرأ خصومه التاريخ جيداً لعرفوا أنهم اختاروا البلد الخطأ والشعب الخطأ! وزير المالية مرة أخرى كان من المفترض اليوم أن يتم استجواب وزير المالية من جديد ومن النائب نفسه، ولكن الجلسة تأجلت لأسباب معروفة وقدّر الله وما شاء فعل، ومع يقيني بأن هذا الاستجواب ولد ميتاً منذ الإعلان عنه في قاعة عبدالله السالم قبل أقل من شهر، إلا أن وزير المالية الآن في وضع أفضل، حيث أوفى بوعوده التي أعلنها في الاستجواب الأول رغم قصر المدة، كما أن الاستجواب القادم – إن حصل – سيقوم على وجود وثيقة اقتصادية ما زالت تحت الدراسة والتعديل، لذلك نعتقد بأنه وفي حالة تحقيق هذا الاستجواب لابد من وضع ضوابط تحفظ هيبة الاستجواب وتحفظ وقت المجلس وأعضائه من العبث!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.