يقول الله تعالى في كتابه العظيم: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120) آية عظيمة ودقيقة في وصفها الذي يجاري كل العصور والأزمان والأزمات والمواقف مع مرور الأيام.
يقول أهل التفسير في هذه الآية الكريمة، والخطاب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مباشر حينها، يقول المفسرون: يا محمد، ليست اليهود ولا النصارى براضية عنك أبداً، و”لن” تعني الآني والحركي مستقبلاً، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب الله ورضاه سبحانه وتعالى، و”حتى” يأتي للغاية التي بعده ولا سواها، هذا هو الأصل، فالأصل عندهم أن يتبع محمد صلى الله عليه وسلم ملتهم تابعاً لا رأساً ولا متبوعاً!
ويقول المفسرون، تكملتا للآية (إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة: 120): إن الله تعالى أمره صلى الله عليه وسلم وبين له أن ما عنده هو الحق، ولئن اتبعت أهواء هؤلاء المغضوب عليهم الضالين بعد الذي جاءك من العلم والوحي والحق؛ ما لك عند الله من ولي ينفعك ولا نصير ينصرك، ويقول المفسرون أيضاً: هذا موجَّه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطاب أيضاً لأمته حتى قيام الساعة.
سبحانه وتعالى من قال وبيَّن لنا خباثتهم بقوله: (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ولم يقل: “حتى تكونوا مثلهم في ملتهم”، يسعون دائماً وأبداً أن تكون أمة الإسلام تابعة لهم وهم أسيادها! لا تملك ذاتها ولا تملك قدراتها، وإن كان فلا بد ستكون تلك الذات والقدرات تعمل تبعاً لمن يقودها ويتسيد عليها (اليهود والنصارى)، كما نشاهد ونعايش خطوات اليهود كيف سيطروا على النصارى، وكيف تخدمهم خادمتهم الكبرى الولايات المتحدة ورئيسها ترمب وغيره.
حسبما علمت أو هناك تحرك غير عادي من أجل الضغط على الكويت، كويت المجد والحب والرفعة والثبات على المبدأ، من أجل مشاركتها في مراسيم التطبيع الذي يشمل “البحرين، الإمارات، الكيان الصهيوني، أمريكا”، والحكومة الكويتية لا ترغب بذلك، وهذا موقف مشرف ويستحق الدعم، بل واجب شرعي ووطني دعمه ودعم الحكومة في ذلك، وأيضاً دعم مجلس الأمة ليكون سنداً للحكومة في هذا الموقف، يدعمها محلياً وإقليمياً من أجل صرف نظر اليهود والنصارى عن الكويت الحبيبة، وعدم النظر لها مشاركة في أمور كهذه كلها خزي ولا خير فيها ولا تاريخ حسن سيكون في دخولها مستقبلاً.
خصوصاً إذا ما علمنا أن كثيراً من شرائح المجتمع في البحرين الشقيق ترفض هذا التطبيع، وبيَّنت ذلك في بيانات أو بيان الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع البحريني، وبينت موقف الشعب البحريني الإيجابي مع إخوانه أهل فلسطين المسلمة العربية المغتصبة، وهي 17 جمعية صدرت هذا البيان الرافض للتطبيع، ملبين رغبات الأمة والشعب الفلسطيني الصادق المناضل، ولا نامت أعين أهل التطبيع والانبطاح.