تنتظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استئناف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمها ومساعداتها المالية لها، بعد أن توقفت تلك المساعدات خلال فترة رئاسة دونالد ترمب، التي كانت تقدر سنوياً بنحو 360 مليون دولار، بما يشكل أكثر من ثلث الموازنة السنوية لوكالة الغوث، التي أطلقت نداء استغاثة للدول المانحة لتوفير مليار ونصف المليار دولار لسد عجزها المالي وتمويل موازنتها للعام الجاري.
وتأمل الوكالة الدولية أن تحاول التغلب على أزمتها المالية، التي تسببت في تقليصات حادة في خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وكان من أبرزها وقف المساعدات الغذائية عن 300 ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة، ووقف توظيف ألف معلم ومعلمة في مدارس “الأونروا” بالإضافة لتقليص المساعدات الصحية والبيئية.
نداء استغاثة
مشعشع: نتطلع لاستئناف المساعدات الأمريكية لـ”الأونروا” التي تبلغ 360 مليون دولار سنوياً
بدوره، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين سامي مشعشع لـ”المجتمع”: إن هناك إشارات إيجابية باستئناف المساعدات الأمريكية لـ”الأونروا” خلال هذا العام، وتلقينا وعوداً بذلك، ونأمل أن يستأنف هذا الدعم خلال الأيام القادمة، من أجل إنقاذ خدماتنا في ظل عجز مالي تجاوز 215 مليون دولار العام الماضي، ونحن بحاجة هذا العام لمليار وثلاثمائة مليون دولار.
وأكد مشعشع أن هناك جهوداً مكثفة تبذل من أجل تنظيم مؤتمر دولي كبير للدول المانحة لـ”الأونروا” لجمع تبرعات مالية، من أجل استئناف الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن العام الماضي هو الأسوأ في تاريخ “الأونروا” منذ قيامها.
وشدد مشعشع على أنه بدون عودة واستئناف الدول المانحة لمساعداتها، فإن الكثير من الخدمات معرضة للتوقف، داعياً المجتمع الدولي لإنقاذ خدمات “الأونروا” التي يستفيد منها أكثر من 6 ملايين لاجئ في مخيمات اللجوء في الوطن المحتل والشتات.
استمرار الفعاليات الداعية لوقف التقليصات
خلف: لن نقبل باستمرار التقليصات في الخدمات الإنسانية المقدمة للاجئين الفلسطينيين
على صعيد متصل، تواصل لجان اللاجئين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تنظيم فعاليات واحتجاجات أمام مقرات “الأونروا”؛ رفضاً للتقليصات في الخدمات الغذائية المقدمة للاجئين التي طالت الطرود الغذائية والصحية، وباتت تنذر بخطر شديد في ظل نسب الفقر المرتفعة في المخيمات التي تتجاوز 90%.
من جانبه، قال منسق ملف اللاجئين الفلسطينيين في القوى والفصائل الفلسطينية محمود خلف لـ”المجتمع”: لا يمكن أن نقبل بالتقليصات في المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وبات من المعروف أن تلك التقليصات هدفها تصفية قضية اللاجئين في مقدمتها “الأونروا” الشاهد المتبقي على حق العودة وقرار الأمم المتحدة رقم (194).
وأشار خلف إلى أن الفعاليات المناهضة للتقليصات ستتواصل، ولا يمكن تبرير تلك التقليصات، وعلى “الأونروا” العمل على إيجاد تمويل لمساعداتها المالية، محذراً من مجاعة في المخيمات التي يعتمد سكانها على المساعدات المقدمة لهم من “الأونروا” في حياتهم.