يبدو المشهد السياسي الصهيوني ضبابياً، في ظل استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الصهيونية الرابعة في أقل من عامين، التي ستجرى في 23 من الشهر الجاري، حيث تعطي استطلاعات الرأي فرصاً متوسطة لحزب رئيس وزراء الكيان وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وكتلته لتشكيل الحكومة المقبلة بأريحية، حيث لم تتجاوز نسبة الأصوات التي يمكن أن تحصل عليها الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو سوى على 62 مقعداً في أحسن الأحوال، فيما سيحصل المعسكر المعارض من أحزاب الوسط واليمين على 58 مقعداً من أصل 120 مقعداً، وهم مجموع أعضاء الكنيست، ويشترط لأي شخصية أو حزب الحصول على ثقة 61 صوتاً لتشكيل الحكومة المقبلة وتعد حكومة ضيقة، وهو أمر بات معقداً حتى على الكتلة المعارضة لنتنياهو التي رفعت راية استبداله، وذلك في ظل حالة الاستقطاب الكبيرة داخل المجتمع الصهيوني.
“معاريف”: المعسكر المعارض لنتنياهو مبعثر وغير قادر على تشكيل حكومة مشتركة
منافسة شرسة
ويبدو أن المنافسة شرسة، مع اشتداد الحملة الانتخابية التي تخوضها الأحزاب الصهيونية، حيث لم تخل تلك المنافسة من اعتداءات وشد وجذب كان آخر فصولها اعتداء نشطاء من حزب الليكود على أعضاء من حزب جدعون ساعر الذي انشق عن نتنياهو بعد تعرضه للتهميش وشكَّل حزباً جديداً تعطيه استطلاعات الرأي عدداً لا بأس به من المقاعد.
ونشرت صحيفة “معاريف” استطلاعاً، أفاد أنه لو جرت الانتخابات الآن، لحصل معسكر نتنياهو على 46 مقعداً في الكنيست من دون حزب “يمينا”، والليكود 27 مقعداً؛ شاس 8 مقاعد؛ ويهدوت هتوراة 7 مقاعد؛ الصهيونية الدينية 4 مقاعد، في حين سيحصل حزب يمينا على 11 مقعداً، علماً أن رئيسه المتطرف نفتالي بينيت، وهو لم يعلن حتى الآن انضمامه إلى أحد المعسكرين، لكنه يشترط انضمامه للمعسكر المناوئ لنتنياهو بأن يتولى تشكيل حكومة ورئاستها.
انقسام داخل المعسكر المعارض لنتنياهو
سالم: لا حسم في الخارطة الحزبية الصهيونية وخيار انتخابات خامسة متوقع
ويقول الباحث والمختص بالشأن الصهيوني محمد سالم لـ”المجتمع”: إن قوة المعسكر المناوئ لنتنياهو أكبر، لكنه مبعثر ولا رؤية ولا قواسم مشتركة بينهم، باستثناء إسقاط حكم نتنياهو، وهي أحزاب ولدت من رحم الأحزاب الكبيرة مثل الليكود وحزب العمل ومن أمثلتها حزب “يوجد مستقبل”، برئاسة يائير لبيد، والمتوقع حصوله على المرتبة الثانية بين قائمة الأحزاب الصهيونية بعد الليكود وسيحصل 20 مقعداً؛ “تيكفا حداشا”، برئاسة غدعون ساعر المنشق عن نتنياهو وهو من المعروف أنه يميني متطرف، وسيحصل على 10 مقاعد؛ والقائمة العربية المشتركة 9 مقاعد؛ وحزب “إسرائيل بيتنا”، برئاسة المتطرف والمثير للجدل أفيجدور ليبرمان وهو من أصول روسية، وسيحصل على 8 مقاعد؛ أما حزب العمل 5 مقاعد؛ وحزب ميرتس اليساري سيحصل وفق استطلاعات الرأي على 4 مقاعد؛ “أزرق أبيض”، برئاسة بيني غانتس 4 مقاعد فقط، في حين حصل في الانتخابات الماضية على 32 مقعداً، وهو حزب في طريقه للاندثار بعد انسحاب معظم الشخصيات الوازنة منه، وحصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، لكنها لا تعتبر أحد مركبات هذا المعسكر.
وأشار سالم إلى أن نتنياهو يعتبر هذه الانتخابات التي ستجرى في 23 من هذا الشهر هي مصيره وستحدد مستقبله السياسي، لافتاً إلى أن نتنياهو مراوغ ويجيد التلاعب على الأحزاب، وقد ينجح بتشكيل الحكومة المقبلة إذا نجح في إقناع بعض الأحزاب المعارضة له بالمشاركة في الحكومة، مثلما فعل مع غانتس وماطل في عملية التناوب على رئاسة الوزراء، ولجأ إلى الانتخابات قبل فترة غانتس لتولي رئاسة الوزراء المقررة في نوفمبر المقبل، مشيراً أنه بالنظر إلى الخارطة الحزبية لا يمكن تشكيل حكومة مستقرة، وأن خيار اللجوء لانتخابات خامسة متوقع في ظل حالة الاستقطاب الشديدة في المركبات السياسية الصهيونية.