قال مدير وقف المنار الإسلامي في نيوزيلندا مالك بن نبي إن تكرار حدوث مجزرة المسجدين في نيوزيلندا أمر وارد، مضيفًا “إننا لم نر على أرض الواقع ما وعدنا به من تأمين المراكز الإسلامية والمساجد”.
وردًا على سؤال ما الذي تغير خلال الفترة الماضية منذ وقوع حادث مسجدين كرايستشيرش؟ قال مدير الوقف الإسلامي للجزيرة مباشر “خلال تلك المدة حدثت أشياء كثيرة، القوانين التي أصدرتها الحكومة مثل تقنين استخدام السلاح ومنع استخدام السلاح الأوتوماتيكي، كان ذلك ضمن إجراءات سريعة اتخذتها الحكومة”.
وأضاف “كانت هناك لجنة ملكية مستقلة تم تكليفها بالتحقيق في موضوع الحادث، وحققت بشكل مستقل واجتمعت بالمسؤولين والجهات الأمنية وقيادات المسلمين في نيوزيلندا وضحايا المجزرة”.
وتابع “التقرير الذي نتج عن اللجنة أكد وجود خلل كبير في العمل الاستخباراتي، وأن التركيز كان على المسلمين دون الجهات التي كانت معدودة أنها جهات إرهابية أو لها فكر متطرف وهذا كان له أثر في حدوث المجزرة”.
تكرار المجزرة وارد
وعن صعوبة تكرار مثل هذه المجزرة؟ قال مالك “وقوع هذا الحادث مرة أخرى ممكن خاصة أن اثنين من مناصري الدعوات العنصرية كتبا قبل أسبوع على نفس الموقع الذي استخدمه مرتكب المجزرة أنهم سيعاودون الكرة وسيرتكبون نفس الفعلة، وتم القبض عليهما والتحقيق معهما”.
وأضاف “كان هناك توصية من لجنة التحقيق المستقلة ألا تركز جهات الأمن والاستخبارات في هذه الآونة على المسلمين فقط، ولكن على كل الجهات التي يمكن أن يصدر منها عمل إرهابي خاصة الجماعات العنصرية”.
تجريم خطاب الكراهية
وردًا على سؤال: هل استحدثت قوانين تمنع وقوع مثل هذه الحوادث؟ أجاب مالك “كان من أهم القوانين التي اقترحتها الحكومة إصدار قانون (تجريم خطاب الكراهية) ولكن وجد اعتراضات من الحقوقيين على أساس أنه ربما يكون سببًا في تحجيم حرية التعبير”.
وأضاف “هناك تخوفات كبيرة من تجريم خطاب الكراهية عند التطبيق في الواقع، فربما يتأثر به المسلمون في حالة بيانهم لأخطاء بعض الأفكار أو الديانات الأخرى، فسيعد هذا من الكراهية وسيحدث تشويشا عكس الهدف من القانون الذي هو تمكين السلم المجتمعي”.
وتابع “نحن المسلمين لم نر على أرض الواقع ما وعدنا به من تأمين المراكز الإسلامية والمساجد. الحكومة وضعت خطة ورصدت ميزانية لهذا الأمر ولكن لم نر تطبيقًا له على أرض الواقع”.
وبسؤاله عن وجود تضييق على المسلمين في نيوزيلندا مثلما يحدث الآن في بعض الدول الأوربية مثل فرنسا؟ قال “بفضل الله حال المسلمين في نيوزيلندا يختلف عن تلك البلدان، فالحكومة النيوزيلندية مناصرة لقضايا المسلمين خاصة بعد حادث المسجدين، وهناك عمل مكثف بالتعاون مع الحكومة لتأمين المسلمين هنا”.
وأضاف “على مدى أسبوعين كانت هناك فعاليات كثيرة وزيارات من المسؤولين للمسجدين وإبداء التأييد والمناصرة وعرض المساعدة بتأمين المسلمين والمطالبة بذلك عبر وسائل الإعلام وعبر البرلمان وغيره”.
حماية المسلمين واجب
كانت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن قد قالت أمس خلال مراسم لإحياء الذكرى الثانية للهجوم على مسجدي كرايستشيرش، إن من واجب بلادها حماية المسلمين على أراضيها.
وحضر مئات الأشخاص المراسم التي جرت وسط تدابير أمنية مشددة تكريما لذكرى ضحايا المجزرة التي نفذها أسترالي يميني متطرف مسلح في 15 مارس 2019 وخلفت 51 قتيلا وعشرات الجرحى.
وقالت أرديرن “الكلام لن يمحو الخوف الذي أصاب الطائفة المسلمة”، معتبرة أن النتيجة ينبغي أن تكون “أمة جامعة أكثر، أمة تفتخر بتعدديتها وتثمنها وتدافع عنها بشراسة حين يقتضي الأمر”.
المسلمون فقط
وكانت لجنة التحقيق الملكية في مذبحة مسجدي كرايستشيرش التي وقعت في نيوزيلندا قد خلصت إلى أن وكالات الأمن في البلاد كانت تركز بصورة شبه كاملة على تهديد الإرهاب من طرف من تعتبرهم المتشددين الإسلاميين ولا تولي الاهتمام الكافي للإرهاب اليميني.
وانتقدت اللجنة كذلك الشرطة على تقاعسها عن تحري الفحص اللازم عند إصدار ترخيص السلاح الناري للأسترالي برينتون تارانت الذي أصدر بياناً عنصرياً قبل فترة وجيزة من تنفيذه الهجوم وتصويره إطلاق النار في بث حي على فيسبوك.
اعتذار
وقالت رئيسة الوزراء في بيان بعد نشر التقرير “لم تتوصل اللجنة إلى نتائج تفيد بأن هذه الأمور كانت ستمنع الهجوم. لكن هذه إخفاقات أعتذر عنها”.
وحُكم على منفذ الهجوم بالسجن مدى الحياة في أغسطس الماضي من دون إمكانية الحصول على إفراج مشروط.