لم يكتف الاحتلال الصهيوني بممارساته القمعية اليومية بحق الفلسطينيين، من إعدامات ميدانية على الحواجز، وجرائم إرهابية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وحتى الحيوانات لم تسلم من بطش الاحتلال، بالإضافة إلى هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي، وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، وشق الطرق الاستيطانية الالتفافية، بل شكل قوة إرهابية من المستوطنين قوامها أكثر من عشرين ألف مستوطن إرهابي، منتشرين في المستوطنات المقامة في الضفة المحتلة والقدس، مهمتهم ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين وقراهم ومزارعهم على غرار “العصابات الصهيونية” التي ارتكبت الجرائم بحق الفلسطينيين قبل وأثناء النكبة عام 1948، حيث نفذ هؤلاء آنذاك جرائم بشعة من مجازر وحرق للمنازل، بالتواطؤ الكامل مع بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين والتي انسحبت وتركت العنان لتلك العصابات لتنفيذ ابشع عملية تطهير وتهجير في التاريخ.
الخواجا: قوة اللهب تمول بشكل كامل من مجالس المستوطنات في الضفة المحتلة
مجموعات إرهابية تنطلق من المستوطنات
وحول طبيعة عمل ومهام المجموعات الإرهابية الجديدة “قوة اللهب” قال لـ”المجتمع” منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا إن “هذه المجموعات قوامها 20 ألف إرهابي صهيوني، وهي قوة منظمة مدربة، وسيتم تجنيد كل الإمكانيات لها من قبل الكيان الصهيوني، كما كان عام 1948، حيث كان لها الدور الكامل في عمليات التخريب والتنكيل وارتكاب المجازر”.
وأكد الخواجا أن تلك المنظمة الإرهابية الجديدة بدأت كعصابات ومجموعات تدربت في المستوطنات وصل عددها في البداية إلى 6500 مستوطن إرهابي، والآن تم زيادة العدد لعشرين ألف إرهابي، وهي قوة منظمة لها مرجعيات وموازنة، مبيناً أنه تعد بمثابة ذراع بطش لقوات الاحتلال الصهيوني لتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين، لافتاً إلى أنها ستكون تحت أمرة مجالس المستوطنات في الضفة المحتلة، وذلك لإخفاء حقيقة تواطؤ قوات الاحتلال في جرائمه بحق الفلسطينيين.
عساف: الاحتلال من خلال تشكيل قوة اللهب بدأ مرحلة التطهير العرقي الثالثة في الضفة المحتلة
مواصفات قوة اللهب الإرهابية
من جانبه قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: “إن هذه القوة الإرهابية سيكون قوامها 20 ألف إرهابي من المستوطنين، سترتدي اللباس المدني تحت اسم ” قوة اللهب”، وسيتركز انتشارها في مستوطنات الأغوار ونابلس والقدس، وهي قوة إرهابية عدوانية تعتد امتداد للمجموعات الإرهابية التي شكلها الصهاينة عام 1948 وعام 1967، وذلك لاستكمال مسلسل التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وستنطلق من المستوطنات لتنفيذ هجماتها على الفلسطينيين تحت مسميات مختلفة.
ودعا عساف لمواجهة تلك المجموعات من خلال الحراك الشعبي، والتصدي لتلك العصابات، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني.
وقال المراقبون، إن مصطلح “لهافا” أو “قوة اللهب”، تعني استخدام الحرق والتخريب والتدمير والتطهير بواسطة الحرق، وهذه القوة عبارة عن مجموعات تخرجت من مجالس المستوطنات الذي يعد بمثابة اللجنة المشرفة على مئات المستوطنات المنتشرة في الضفة المحتلة، وتم تدريبها على كراهية الفلسطينيين وقتلهم، وتدمير حقولهم، والاستيلاء على أراضيهم، وممارسة كل أشكال التطهير العرقي بحقهم.
وتشير تقارير ودراسات، أن كيان الاحتلال يدفع سنوياً أكثر من 100 مليون دولار للمجموعات الإرهابية من المستوطنين، علاوة على الدعم المنتظم لمؤسساتهم تحت مسميات وهمية، خوفا من الملاحقة القانونية الدولية لكيان الاحتلال.
عبد العاطي: إنشاء الاحتلال لمجموعات إرهابية جريمة حرب تتطلب الملاحقة من الجنائية الدولية
مجموعات تحت قيادة موحدة
وقد كشفت الكثير من المؤسسات الحقوقية الدولية وحتى “الإسرائيلية” منها عن طبيعة وأسماء المجموعات التي تندرج تحتها “قوة اللهب”، وهي “شبيبة التلال” ومهمتها إقامة بؤر استيطانية، والاستيلاء على الأراضي، ومطاردة المزارعين الفلسطينيين في حقولهم، ومجموعات “تدفيع الثمن” إحدى أبرز المنظمات الاستيطانية الإرهابية، وهي جماعة سرية شبابية يمينية متطرفة، ظهرت عام 2008، وهم يحملون فكراً عنصريّاً قائماً على الكراهية الشديدة للفلسطينيين، ويدعو إلى قتلهم أو طردهم وتهجيرهم من أراضيهم.
بدوره، قال الخبير في القانون الدولي صلاح عبدالعاطي لـ”المجتمع”، إن إرهاب المستوطنين وتصاعد هجماتهم، يتم بتنسيق كامل مع كيان الاحتلال، وأن جرائم حرق المنازل والحقول يتم بإيعاز وتغطية من قبل الاحتلال الذي يمارس سياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين بأشكال وأدوات مختلفة، محذراً من ارتكاب هؤلاء لجرائم جديدة بشعة بحق الشعب الفلسطيني، في ظل تجاهل المجمع الدولي لنداءات الشعب الفلسطيني لتوفير حماية له، وتحقيق العدالة الدولية الغائبة، والتي أفلت الاحتلال منها بسبب الدعم الأمريكي، وعدم وجود ضغط دولي يجبر الاحتلال على وقف جرائمه.