قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن حركته ترفض مقايضة رفع الحصار الصهيوني عن قطاع غزة، أو إعادة الإعمار، أو صفقة تبادل الأسرى، بأي “أثمان سياسية”.
جاء ذلك في كلمة لهنية، بثّتها فضائية الأقصى (تابعة لحماس)، بمناسبة الذكرى 34 لتأسيس الحركة.
وأضاف هنية: “ما لم يؤخذ من غزة بسيف الحصار والحروب لا يمكن أن يؤخذ بسيف الإعمار أو سيف التبادل”.
وتابع: “كافة المحاولات التي كانت تهدف إلى دفع الحركة إما بالحصار أو بالحرب أو بالعدوان أو بالمؤامرات، للتخلّي عن أي من ثوابت الشعب فشلت ولم تنجح”.
ويعاني سكان قطاع غزة، الذين تزيد أعدادهم عن مليوني نسمة، من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الـ15 على التوالي، فاقمها تأخر إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/ أيار الماضي.
وذكر هنية أن حركته أرسلت لمصر “رؤيتها فيما يتعلق ببناء الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني”.
وتابع:” تم تقديم الرؤية لمصر بدءا من بناء القيادة الفلسطينية الموحّدة عبر منظمة التحرير الفلسطينية، مرورا بترتيب مؤسسات الحكم داخل الضفة وغزة، مع الاتفاق على برنامج سياسي لهذه المرحلة، واستراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال”.
ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي “حماس” و”فتح”، ولم تفلح وساطات واتفاقات في إنهائه.
وفي حديثه عن المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، قال هنية إن “قضية الأسرى على رأس أولويات حركته، وفصائل المقاومة الفلسطينية”.
وعبّر عن دعم حركته لـ”المعارك التي يخوضها الأسرى ضد إدارة السجون لحماية الحدود المطلوبة لحياة كريمة”.
وتابع :” كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح للحركة، سوف تنجز صفقة تبادل أسرى جديدة، والحركة لن تصبر طويلا على بقاء الأسرى في سجون الاحتلال”.
وتحتفظ “حماس” بأربعة صهاينة، بينهم جنديان أسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
وعن التطبيع العربي مع الاحتلال، قال هنية إن اللجوء إلى هذه السياسة “لن تزيد العدو قوة، ولن تحمي أحدا يعتقد بأن حمايته تتم عبر نسج علاقات استراتيجية مع الاحتلال”.
ودعا هنية إلى ضرورة الاستمرار في “مقاطعة الاحتلال ومحاصرته، وضرب الرواية الصهيونية، وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه في كل مكان”.
وفي 2020، وقّعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، لتنضم إلى مصر والأردن، المرتبطين بمعاهدتي سلام مع تل أبيب منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.
كما أدان هنية، في كلمته، القرار البريطاني الأخير القاضي باعتبار “حماس”، منظّمة “إرهابية”.
وقال عن ذلك:” هذه التصنيفات لن ترهبنا، بل هي وسام شرف نضعه على صدورنا”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، صنفت بريطانيا حركة “حماس”، منظمة إرهابية.