لم تبك الطفلة الفلسطينية ميار جرادات ذات الـ 10 سنوات رغم أن السلطات الإسرائيلية هدمت منزل عائلتها في قرية “سيلة الحارثية” بمحافظة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
بعزم وقفت أمام وسائل الإعلام، بعد انسحاب قوات الاحتلال عقب تفجير منزل والدها الأسير محمود جرادات والمتهم بـ”قتل” مستوطن وإصابة اثنين آخرين، قائلة: “يريدون (الاحتلال) أن نبكي،، ولن نبكي هدم منزلنا سنعيد البناء من جديد”.
وفي حديث للأناضول، أفادت الطفلة: “المهم أن والدي بخير، ولن يبقى في السجن طوال العمر سيتحرر، وسنحرر فلسطين من الاحتلال ولن يبقى فيها مستوطن واحد”.
وعبرت عن فخرها بوالدها، وقالت “أنا فخور فيك بابا، رافع رأسي دوما (..) اليوم مش بكرة (غدا) راح نحرر بلادنا، هم احتلوا أرضنا هم المجرمين”.
وتناقل نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للطفلة ميار، مشيدين بصمودها وقوتها رغم اعتقال والدها، وهدم منزل عائلتها.
وأخطرت إسرائيل في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، 4 عائلات فلسطينية في القرية بهدم منازلها، بزعم تورط 5 من أفرادها في مقتل مستوطن إسرائيلي.
والإخطارات بالهدم شملت منازل المعتقلين الشقيقين عمر وغيث أحمد جرادات، ومحمد يوسف جرادات، وإبراهيم طحاينة، بالإضافة إلى منزل محمود جرادات، الذي تم هدمه.
وتقول إسرائيل إن الخمسة نفذوا هجوما بإطلاق نار على مستوطنين قرب مستوطنة “حومش” المخلاة شمال غربي نابلس (شمال)، في 16 ديسمبر الماضي، أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أخلت مستوطنة “حومش” المقامة على أراضي بلدتي “برقة” و”سيلة الظهر” عام 2005، لكن المستوطنين ما زالوا يترددون عليها بين الفينة والأخرى.
وعادة ما تهدم إسرائيل منازل الفلسطينيين، الذين ينفذون هجمات تسفر عن مقتل إسرائيليين، وهو ما تنتقده مؤسسات حقوقية، حيث تعتبر ذلك “عقوبة جماعية”.
** جريمة بحق العائلة
بدورها، وصفت تحرير جرادات، زوجة الأسير، عملية نسف بيتها بـ “الجريمة”.
وقالت للأناضول: “نعتز بمصابنا، ونشكر الله دوما، هذا هو حال الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال”.
وأردفت: “ما جرى جريمة بحق العائلة، ولكن لا شيء غريب عن هذا الاحتلال الذي يرتكب يوميا جرائم بحق شعبنا الفلسطيني”.
ولفتت أن عائلتها تابعت عملية الهدم من موقع ليس ببعيد عن المنزل، وأردفت “هدم المنزل يعني هدم ذكريات وحياة، ولكن نحتسبه عند الله”.
** تفجير المنزل وشهيد
ذكر مراسل الأناضول، أنه في ساعة مبكرة من فجر الإثنين، قامت وحدة هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي، بتدمير منزل الأسير جرادات، عبر نسفه بالمتفجرات.
وسبق عملية تفجير المنزل، مواجهات، اندلعت بين قوات الاحتلال، والسكان، على إثر اقتحام القرية، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة 5 آخرين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان الإثنين، إن “الشاب محمد أبو صلاح (17 عاما) من قرية اليامون القريبة من سيلة الحارثية استشهد، عقب إصابته بجروح حرجة، في الرأس”.
فيما لفتت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن طواقمها تعاملت مع 5 إصابات بالرصاص الحي، بينها 3 إصابات وُصفت بالخطيرة، من بينها إصابة الشاب صلاح.
واقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية، قرية “سيلة الحارثية”، وفرضت حصارا عليها ومنعت دخول وخروج المركبات إليها بغرض هدم منزل جرادات.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وجيش الاحتلال، رشق الشبان خلالها الجنود بالحجارة، فيما رد عليهم الجنود بإطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز والصوت.