بينما أبواق بعض الأنظمة المهزومة تنتقد تضمين الحكام البسملة وبعض الآيات القرآنية في خطبهم لأنها تخلط بين الدين والدولة!
على السجاد الأحمر ومع الطلقات الترحيبية من بطاريات الصواريخ، واستعراض القدرات الجوية اليهودية، تم استقبال الرئيس الأمريكي في مطار بن جوريون المقام على أطلال قرية دير ياسين بمنطقة اللد التي ذبحت العصابات اليهودية أهلها.
رحب رئيس الكيان الغاصب إسحاق هرتسوغ، ظهر أمس الأربعاء، بالرئيس الأمريكي جو بايدن، بخطاب يعتمد على لغة يهودية صارخة، مستوحاة من التوراة، مذكّراً بقصة النبي يوسف وإخوته، وشبّه ضيفه بالنبي “يوسف الصديق”. حيث قال له في المطار الذي يحمل اسم الإرهابي بن جوريون، “أهلاً بكم سيدي الرئيس، أهلا بكم في “إسرائيل”، أنت أخونا يوسف”.. وأضاف:” شعب “إسرائيل” يرحب بكم في الأرض المقدسة بأذرع مفتوحة وقلوب سعيدة.
واستطرد رئيس الاحتلال، الذي ينتمي إلى حزب العمل اليساري: “كما سعى يوسف ابن سلفنا يعقوب للبحث عن إخوته، أنت الآن سيدي الرئيس، أنت حقاً فرد من أفراد أسرتنا.. أنت يوسف التوراتي، صاحب رؤية وقائد، تحمل إحساساً عاليا بالمسؤولية للنهوض بالولايات المتحدة والشرق (الأوسط) والعالم بأسره ودولة “إسرائيل”!.. سيدي الرئيس، لقد كنت صديقاً حقيقياً وداعماً ثابتاً لدولة “إسرائيل” وأمننا ورفاهيتنا ولشعب “إسرائيل” طوال حياتك”.
وأشار رئيس الاحتلال في خطابه إلى زيارة بايدن الأولى في عام 1973م، بقوله “زيارتك الأولى، في عام 1973م، كانت قبل أسابيع قليلة من اندلاع حرب دموية، ولكن اليوم تهب رياح السلام في المنطقة”!!. وأعرب هرتسوغ عن أمله أن تثمر مزيداً من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية. وقال رئيس الكيان الغاصب: “سيدي الرئيس آمل من صميم قلبي وأدعو الله أن تساعد هذه الزيارة في تعزيز رؤية إقليمية للازدهار والتكامل والسلام والأمن لمنطقتنا بكاملها. مرحباً بك يا صديقي، أهلا بك في “إسرائيل”، أهلا بك في بيتك “.
أما رئيس وزراء الاحتلال المؤقت يائير لابيد، فقد وصف زيارة بايدن بـ “التاريخية”.
وقال لابيد، “سيدي الرئيس، أنت أفضل أصدقاء “إسرائيل” على الإطلاق”. واقتبس منه مقولته: “ليس عليك أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً”، ووصف بايدن بأنه “صهيوني عظيم”.
ورد الرئيس الأمريكي بقوله: “لست بحاجة إلى أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً”..، إنه لشرف كبير لي أن أزور الدولة اليهودية المستقلة!!
وقال بايدن: “لن أنسى الجلوس بجانب رابين، وعندما أنظر إلى الماضي وأدرك أنه كان لي شرف عظيم لأنني كنت جزءاً من تاريخ هذا البلد.!… أنا فخور بالقول إن علاقتنا بدولة “إسرائيل” أعمق وأقوى من أي وقت مضى، وفي هذه الزيارة سنقوي علاقتنا أكثر! وأشارت صحيفة هآرتس العبرية أن بايدن ورئيس وزراء الاحتلال سينشران، في ختام الزيارة، بياناً مشتركاً حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن الكيان، وسيتضمن البيان المسمى “إعلان القدس” التزاماً أمريكياً بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. وتعهداً بالحفاظ على قدرات كيان الاحتلال وتعزيزها لردع أعدائها والدفاع عن نفسها في مواجهة أي تهديد أو مجموعة من التهديدات!
ومع اعتزاز قادة الاحتلال وضيفهم الأمريكي بالتراث التوراتي اليهودي، فإن الأبواق العربية في بعض العواصم لاتطيق أن تسمع مسئولاً عربياً مسلماً يبدأ خطابه بالبسملة، أو يستشهد بآيات قرآنية.، وكم انتقد خصوم الحرية من الكتاب والصحفيين الذين يحملون أسماء إسلامية الرئيس المنتخب الشهيد بإذن الله د. محمد مرسي لأنه استخدم خطاباً إسلاميا في لقاءاته مع الشعب أو المحافل الدولية، واستنكروا أن يترضّى عن الصحابة رضوان الله عليهم في بعض العواصم الإسلامية.
إن الذين يخجلون من الخطاب الإسلامي مراعاة للقوى الاستعمارية الهمجية، لا يحصدون ثماراً طيبة، ولا يصلون إلى نتائج تفيد أوطانهم أو الشعب الفلسطيني الأسير، وها هو مستشار الأمن القومي الأمريكي”جايك سوليفان”، يصرح للصحفيين على طائرة الرئيس قبل هبوطها في فلسطين المحتلة بأن بايدن لا ينوي الإعلان رسمياً عن مبادرات سلام جديدة بين اليهود والفلسطينيين. وإن كان سيحاول تشجيع الدول على تمهيد الطريق للسلام مع الفلسطينيين والمنطقة بأسرها.
وأشار سوليفان إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تريد فتح قنصلية في القدس الشرقية لخدمة الفلسطينيين، الأمر الذي ترفضه تل أبيب بشدة.