قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يريد “إعادة التفكير في جميع أوضاعنا العسكرية في القارة الأفريقية”، داعيا وزراءه وقادة الجيش للعمل على ذلك.
وأدلى ماكرون بهذه التصريحات أمس الأربعاء وهو يخاطب القوات الفرنسية قبل عرض “يوم الباستيل” المقرر في العاصمة باريس.
وتوجه مسؤولون فرنسيون إلى النيجر يوم الجمعة الماضي لإعادة رسم إستراتيجية البلاد بشأن محاربة الحركات الإسلامية المسلحة في منطقة الساحل مع استكمال آلاف الجنود الفرنسيين الانسحاب من مالي وتزايد المخاوف من التهديد لدول غرب أفريقيا.
وأضعفت الانقلابات العسكرية في مالي، وتشاد، وبوركينا فاسو، تحالفات فرنسا في تلك الدول، وحدت من النفوذ الفرنسي بشكل أكبر. وفي الأول من شهر يونيو الجاري، أعلنت فرنسا، انتهاء انتشار قوة “تاكوبا” في مالي والتي تضم قوات أوروبية.
يذكر أن فرنسا تدخلت عسكريا في مالي بدءا من 11 يناير 2013 استجابة لطلب من الحكومة المالية آنذاك للتصدي لزحف حركات إسلامية مسلحة ومتمردي الطوارق على باماكو عاصمة البلاد وكبرى مدنها.
وفي عام 2014، دشنت فرنسا رسميا عملية “برخان” التي كان من المقرر لها أن تصبح أطول عملياتها الخارجية منذ نهاية حرب الجزائر في عام 1962، بمشاركة نحو 5500 جندي تم نشرهم في مالي والنيجر وتشاد، ضمن شراكة مع دول منطقة الساحل والصحراء الخمس (موريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشاد).
ووفقا للبيانات التي نشرتها وزارة الجيوش الفرنسية في ديسمبر 2021، فإن مهمة “برخان” تمتلك 3 قواعد عسكرية في شمال مالي. تقع القاعدة الأساسية في غاو وهي مزودة بمروحيات هجومية، ووحدات يطلق عليها اختصارا “جي تي دي” أو “مجموعات معارك الصحراء”، إلى جانب ذلك توجد عربات مدرعة ثقيلة ومعدات لوجستية للنقل.
وتعول باريس على حضورها العسكري والقديم في السواحل الأفريقية الغربية؛ حيث تمتلك قواعد أيضا خارج مالي، من بينها القاعدة العسكرية الفرنسية في ساحل العاج، والتي تضم 900 عسكري، تحتوي على بنية تحتية إستراتيجية “عملانية ولوجستية كبيرة” وتعتبر بمثابة “خزان لقوات الانتشار السريع في حال حدوث أزمة بالمنطقة الفرعية” حسبما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية قبل 7 أشهر.
أما في الغابون، فنجد مفرزة تضم 350 عسكريا يقيمون في مخيم ديغول قرب مطار ليبرفيل، مكونة من خزان “لقوات متمركزة مسبقا”. وفي السنغال، ينتشر 350 جنديا فرنسيا في أوكام والميناء العسكري بداكار مع توفر مدرج للطائرات.
وهناك في الساحل أيضا مركز قيادة “مهمة سابر” قرب واغادوغو، في بوركينا فاسو. ومنذ 2009 تم نشر ما بين 350 إلى 400 جندي من القوات الخاصة، كانت وراء مهمات تصفية أغلب قادة “الجهاديين” الذين تم القضاء عليهم خلال السنوات الأخيرة.