أصبحت تهمة التحريض شماعة الاحتلال في اعتقال كل من يعارضه واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
الشيخ الأسير المسن يوسف الباز، إمام المسجد الكبير في اللد عضو اللجنة الشعبية المحلية، قامة كبيرة من قامات الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، ومن أبرز العناوين الصادعة بقول الحق أمام سلطان جائر، له العديد من الصولات والجولات في مقارعة الباطل وأعوانه، مواقفه المُشرفة التي تسجل بأحرف من ذهب، أكثر من أن تحصى في هذا المقام.
يقول رئيس لجنة الأسرى في مدينة القدس أمجد أبو عصب: ليس بالأمر الجديد أن يُسجن الشيخ يوسف الباز على مواقفه المُشرفة كما هو الآن معتقل منذ شهر رمضان الأخير، لرفضه اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
ويضيف أبو عصب: لكن الجديد بالأمر الذي لا يمكن السكوت عليه أبداً، أن هذا الشيخ وهو في العقد السابع من العمر قد أعلن إضرابه عن الطعام بسبب رفض المحكمة إطلاق سراحه.
وتابع أن الشيخ الباز يعاني من مرض في القلب، وتم نقله إلى عيادة السجن ومن ثم نقل إلى مستشفى سوروكا بسبب تردي حالته الصحية.
إلى ذلك، دعا نشطاء في أراضي 48 الفلسطينيين للتظاهر تضامناً مع الشيخ الأسير المسن يوسف الباز أمام مستشفى سوروكا.
وأوضح النشطاء أن الوقفة تأتي لدعم إمام المسجد الكبير في مدينة اللد الشيخ الباز الذي أعلن إضرابه عن الطعام والماء احتجاجاً على السياسات الصهيونية ضده.
تدهور حالته الصحية
وكتب الشيخ الباز، الخميس الماضي، رسالة من سجن ريمون الصحراوي في النقب بعد إعلانه الإضراب عن الطعام والماء قائلاً فيها: إن إدارة السجن لا تستجيب لمطالبه، وإن الله قد يتوفاه قبل خروجه من السجن.
وجاء في رسالته: قد لا تستجيب إدارة محاكم “إسرائيل” الطاغية وربما أموت وأنتقل إلى ربي أشكو ظلم الظالم وتخاذل المتخاذلين، قد لا يحدث شيء يثير أي انطباع لدى أحد، ولكن إن حصل ذلك فإني أستغفر الله وأستميحكم عذراً جميعاً، فالموت هو قدرنا جميعاً، وأرجو منكم أن تستغفروا لي الله.
وأوصى الشيخ الباز قارئي الرسالة بأن يستوصوا خيراً ببناته كلهن قائلاً: أوصيكم خيراً ببناتي كلهن، فليس لهن أحد في هذه الدنيا سواي.
ونقل الشيخ الأسير إلى عيادة سجن ريمون بعد تدهور حالته الصحية، ثم نقل على وجه السرعة إلى مشفى سوروكا في النقب.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إنه تم نقل الشيخ يوسف الباز بشكل عاجل في سيارة إسعاف إلى مستشفى سوروكا، حيث يعاني من خلل في عضلة القلب بعد إضرابه عن الطعام والماء وتوتر شديد يسود سجن رامون.
وقد شرع الشيخ الباز قبل يومين بالإضراب عن الطعام والماء رفضاً لقرارات محكمة الاحتلال بتمديد اعتقاله حتى انتهاء الإجراءات على الرغم من صدور قرار من محكمة الصلح الصهيونية بالإفراج عنه.
واعتقل الشيخ الباز في 30 مايو الماضي، حيث وجهت له تهمة التحريض على قوات الأمن الصهيونية خلال خطبة ألقاها بالتزامن مع اقتحامات الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى في رمضان الماضي.