تنطلق جمعية الإصلاح الاجتماعي من خلال رؤيتها إلى أن تكون المؤسسة الأهلية الرائدة في نشر الدعوة والعمل الخيري والإنساني، وتمثيل التوجه الإسلامي الرشيد، للمساهمة في تنمية المجتمع وعلاج مشكلاته في إطار الشريعة الإسلامية السمحة، ومن خلال التواصل المجتمعي وتأهيل المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية.
وتتجسد رسالتها في إصلاح الفرد والأسرة، والمساهمة في بناء المجتمع في إطار العقيدة والقيم الإسلامية، بما يحقق نماءه واستقراره والمحافظة على هويته، والقيام بدوره تجاه الأمة العربية والإسلامية من خلال الوسائل المتنوعة للدعوة إلى الله التي تستهدف كافة فئات المجتمع بانتهاج الحكمة والموعظة الحسنة.
كما وضعت الجمعية أهدافاً دعوية إسلامية شاملة، لتواصل جهود رجالات الكويت في الإصلاح الاجتماعي الشامل، منها المساهمة في تعزيز الاتجاهات الإيجابية لكافة شرائح المجتمع نحو عمل الخير والاستقامة وشغل أوقات الفراغ بما يفيد وينفع، والشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المختلفة فيما يعود بالخير على الصالح العام، وتوفير البيئة التربوية والدعوية الصالحة للشباب والمجتمع التي تسهم في رفع المستوى التربوي والإيماني للفرد والمجتمع، وترسيخ قيم وأخلاق المجتمع الإسلامية وعاداته والمحافظة على نسيجه الاجتماعي ومكافحة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمحرمات، وتشجيع أعمال البر والخير، ومناصرة الحق والعدل في ظل المبادئ الإسلامية، وجمع الأمة على مبادئ الإسلام ودعوتها للأخذ به عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، والمساهمة في تطوير المناهج للجهات المختصة في كل الشؤون كالتربية والتعليم والإعلام فيما يعود بالخير على الصالح العام وفقاً للتشريع الإسلامي، والمساهمة في إيجاد الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجه مجتمعنا الإسلامي والسعي نحو تحقيقها.
ولتحقيق هذه الأهداف والرسالة اعتمدت الجمعية هيكلاً إدارياً متطوراً؛ فهناك قطاعات النشء، والصحبة الصالحة، وأمانة العمل الاجتماعي، وأمانة العمل النسائي، ونماء الخيرية، وأمانة شؤون القرآن الكريم، وقطاع الدعوة والتثقيف الشرعي، ولجنة التوعية الاجتماعية.
وفي هذا التقرير نستعرض الدور الخيري والتنموي لجمعية الإصلاح الاجتماعي
عملت نماء الخيرية منذ انطلاقتها على إطلاق المشروعات التي تستهدف الاهتمام بالإنسان، لذا أطلقت المشرعات التعليمية داخل وخارج دولة الكويت فلديها في الداخل مشروع علمني ولك أجري والذي يساهم في تعليم طلبة المدارس ومشرع رعاية الطالب الجامعي وذلك لمساعدة طلبة الجامعة وذلك بشراكة استراتيجية مع الأمانة العامة للأوقاف وأطلقت في الخارج كفالة الطالب الجامعي وبدأت بإنشاء دور الأيتام والمدارس ومراكز تحفيظ القرآن والمراكز الإسلامية وهى في انطلاقتها هذه تتوافق مع الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة والمتمثل في التعليم الجيد.
كما أن العمل الخيري يقوم في جمعية الإصلاح الإجتماعي على إستراتيجية خاصة؛ فلم يعد مقتصراً على المساعدات الإغاثية، بل تطور تطوراً كبيراً إلى أن أصبح بالاهتمام بالمشروعات التنموية فالعمل التنموي الذي تقوم به الجمعية من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، ويكتسب أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، فهناك قاعدة مسلَّم بها مفادها أن الحكومات، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية، ويطلق على هذه الجهة المنظمات الأهلية.
كم أن الأمر لم يعد يقف عند المشروعات التعليمية فحسب، بل للمشروعات التنموية الصغيرة نصيب من هذا الأمر؛ حيث تقوم جمعية الإصلاح الإجتماعي من خلال نماء الخيرية بتوزيع مشروعات تنموية صغيرة – الكسب الحلال – على الأسر المتعففة؛ وذلك بهدف تمكين الأسـر الفقيرة من الاعتماد على نفسها لتحقيق حياة أفضل لهم، والمساهمة في علاج مشكلة الفقر والبطالة بطرق دائمـة تختلف عن تقديم المساعدات المباشرة المؤقتة وهى بذلك تحقق هدفين من أهداف التنمية المستدامة وهما الهدف الأول والمتمثل في القضاء على الفقر والهدف الثاني وهو القضاء على الجوع.
ولأن الإسلام حث على رعاية اليتيم وتوفير حاجاته ومتطلباته وجعل النفقة عليه خير نفقة ينفقها المسلم يرجو ثوابها من عند الله، حيث قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {215}) (البقرة)، وقال عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) (البقرة: 220)؛ لذا سعت جمعية الإصلاح الإجتماعي من خلال نماء الخيرية إلى رعاية الأيتام رعاية شاملة من خلال سد احتياجات الأيتام وتحسين أحوالهم المعيشية والاجتماعية والتعليمية والصحية والنفسية.
فتعطي نماء الخيرية البرامج والأنشطة الترويحية والتعليمية والاجتماعية الخاصة برعاية الأيتام أهمية قصوى وتهتم كثيراً بتنشئتهم وغرس قيم دينية وثوابت اجتماعية تسهم بصورة إيجابية في بناء شخصية اليتيم ودعمه معنوياً ليصبح شخصاً فاعلاً في المجتمع، فنماء لا تكل ولا تمل في سبيل توفير سبل العيش الكريم والرعاية الدائمة لأكثر من 1130 يتيماً في كفالتها ورعايتها داخل دولة الكويت؛ مركز العمل الإنساني، وأنها لا تدخر جهداً في إدخال السرور والبهجة على قلوب أيتامها.
كما تسعى نماء الخيرية إلى إطلاق عدد من المشروعات التنموية الإنسانية والخيرية والتي تدعم عمل الخير، كرسالة إنسانية، خاصة بعد أن أصبحت الكويت مركزاً للعمل الإنساني، مما يضاعف من أهمية العمل بشكل مؤسسي ومخطط له، وأهمية التعامل معه كصناعة يُخطط لها، وتُجرى له البحوث والدراسات، وتُسخر له الجهود والإمكانات، لتحقيق الاستدامة للعمل الخيري والديمومة للنتائج ولننتقل بالعمل الخيري من نظرة ضيقة تقتصر على الإحسان إلى المحتاجين إلى التنمية الشاملة للمجتمع لذا نفذت مشروعها بالتعاون مع أكاديمية حرف لتدريب وتأهيل الطلبة الذي يهدف إلى تأهيل الأسر المتعففة وتزويدهم بالمهارات اللازمة من خلال الدورات التدريبية من أجل توظيفهم في سوق العمل، وتحسين حياتهم المعيشية؛ عن طريق دورة تدريبة مكثفة لمدة ثلاثة أشهر موزعة على التدريب العملي والميداني.