أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالتصدي لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، الذي أسفر عن استشهاد شابين بنيران جيش الاحتلال.
وقال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم حركة “حماس”: إن الاشتباكات التي شهدها مخيم جنين تعد امتداداً لثورة شعبنا ومعركته المفتوحة مع الاحتلال في نابلس وشعفاط والقدس ورام الله وكل أرجاء الضفة، التي لن تتوقف إلا بدحره عن أرضنا.
وأكد أن ما حصل كان ملحمة بطولية جديدة تخوضها جنين وأبطالها الثائرين لصد اقتحام الغزاة المحتلين والدفاع عن شعبنا ومقدساته، مشيراً إلى أن الاحتلال يفشل في كل مرة في تحقيق أهدافه لتظل جنين وأبطالها الميامين صخرة تتحطم عليها أحلام الاحتلال ومطامعهم بقتل روح المقاومة فيها.
ونعى القانوع الشهداء الذين سقطوا خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال، وقال: ستظل دماؤهم وقوداً لثورة شعبنا ونبراساً يضيء الطريق لكل الثائرين.
من جهته، قال حازم قاسم، الناطق باسم “حماس” أيضاً: إن مخيم جنين أصبح كابوسًا كبيرًا للاحتلال لا يستطيع التخلص منه، وعمليات الاغتيال بهذه الطريقة تؤكد عجز وتخبط الاحتلال في التعامل مع المقاومة في جنين.
وأكد أن المقاومة في جنين ترسم الوحدة الحقيقية لشعبنا، وقال: إن استمرار الفعل القتالي في جنين ونابلس وباقي الضفة هو استثمار حقيقي للوحدة الفلسطينية، وأشار إلى أن الضفة الغربية ذاهبة نحو تصعيد وتوسيع الفعل المقاوم، ولجم اعتداءات الاحتلال، موضحاً أن المقاومة خطر إستراتيجي ووجودي على الاحتلال خاصة في الضفة الغربية، ويجب أن يعم كل الضفة.
واستشهد القيادي الميداني في “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، متين فايق حسين ضبايا (25 عاماً) خلال اشتباك مسلح أثناء تصديه لقوات الاحتلال في مخيم جنين، وأصيب عدد آخر من المواطنين، بيهم د. عبدالله أبو التين بجروح خطيرة جداً لدى محاولة إسعاف أحد المصابين في ساحة المستشفى، كما أعلن عن استشهاد الفتى الأسير محمد ماهر السعيد غوادرة (17 عاماً) من مخيم جنين، متأثراً بجروحه الخطيرة إثر إصابته بحروق بالغة لحظة اعتقاله قبل عدة أيام.
ونعى الناطق باسم حركة “الجهاد الإسلامي” طارق عز الدين شهداء مخيم جنين، وقال، في تصريح صحفي: إن دماءهم ستتحول إلى لعنة تطارد الاحتلال، وأكد أن جريمة الاحتلال في جنين ومخيمها البطل لن تمر دون عقاب، وأضاف منذراً: نقول للاحتلال: إن يد “سرايا القدس” وكتائبها المظفرة وكل مقاومي شعبنا على امتداد الضفة ستلاحقهم بإذن الله في كل مكان.
وأشاد بنشطاء “سرايا القدس”، التي قال: إنها كانت للاحتلال بالمرصاد، كما أشاد بالمقاومين الأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني الذين سطروا أروع صور الصمود والتحدي في وجه الاحتلال المجرم في جنين والضفة المحتلة.
من جهته، حذر القيادي في حركة “الجهاد”، خضر حبيب، من مجازر “إسرائيلية” جديدة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، مع اقتراب انتخابات الكنيست، وقال: العدو في مرحلة انتخابات والدم الفلسطيني دائماً الثمن لهذه الانتخابات، لكنه في ذات الوقت قال: إن الشعب الفلسطيني سيواصل جهاده ومقاومته وهذه ضريبة الجهاد والنضال.
وأضاف: دماء الشهداء لن تذهب هدراً وستولد ثورة في كل أراضينا المحتلة، والشهداء لا تضعف مسيرة المقاومة والنضال وهي مستمرة ومتصاعدة.
ونعت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” الشهيد متين ضبايا، الذي ارتقى خلال عدوان الاحتلال على جنين، وكذلك الأسير الجريح محمد ماهر السعيد غوادرة.
وقالت: إن ازدياد وتيرة الاقتحامات للمخيمات الفلسطينيّة تؤكد أن مخيماتنا ستبقى قلاعًا للمقاومة، وأضافت: هذه الجرائم الصهيونيّة لا تزيد شعبنا إلّا قوّة وصلابة في مواجهة هذا العدوان.
وأكدت أن هذه الجرائم تتم بغطاء رسمي وممنهجٍ من حكومة الاحتلال الصهيوني، التي تُحاول تكثيف هذه الإجراءات مع اقتراب البازار الانتخابي في كيان الاحتلال.
وأكدت “الشعبيّة” أن تصعيد الاحتلال لعدوانه في القدس والضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة يُنذر بانفجار انتفاضة عارمة وغضب كبير وواسع قد يطال كافة أرجاء الوطن، ولا أحد يستطيع مواجهتها أو إيقافها.
ودعت المجتمع الدولي والمؤسّسات الحقوقيّة والإنسانية للتدخل لوقف انتهاكات الاحتلال التي لم تستثنِ مستشفى أو سيارة إسعاف أو كادرا طبيًا، مُؤكدةً أنّ استهداف الطبيب أبو التين يعد جريمة بشعة تضاف إلى سجل إجرام الاحتلال الذي لم يجد من يسائله عنها دوليًا.