أجرت السلطات التركية، أول أمس السبت، اختباراً في عموم الولايات وقبرص الشمالية، للتدريب على الجاهزية للتعامل الآمن مع الزلازل، وذلك في الذكرى السنوية للزلزال الذي وقع بولاية دوزجة، في 12 نوفمبر 1999، عند الساعة 18:57، واستمر لمدة 30 ثانية، وتسبب في وفاة حوالي 845 شخصاً، ونحو 5 آلاف مصاب.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، في كلمة مصورة: إن تركيا اختبرت جاهزيتها للزلازل من خلال إجراء 94 ألفاً و207 اختبارات منذ مطلع العام الجاري (2022).
وأضاف أردوغان أن العلماء يجمعون على أن احتمالية وقوع زلازل كبيرة في تركيا تزداد نظراً لوقوعها على أهم خطوط الصدع في المنطقة، مشيراً إلى أنه بالرغم من استحالة منع وقوع الزلزال، فإن اتخاذ التدابير من شأنه أن يحول دون وقوع خسائر بشرية ومادية.
ويعد الاختيار الذي أُجري هو الأول من نوعه الذي يتم في وقت واحد بالتزامن في عموم الولايات التركية وقبرص الشمالية، إذ أرسلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد- AFAD) “إشعاراً تحذيرياً” إلى الهواتف المحمولة لجميع المواطنين والمقيمين في الساعة 18:57، بتطبيق معايير السلامة عند وقوع الزلزال بحركات “الانخفاض والاحتماء والتشبث”.
وبثت القنوات التلفزيونية والإذاعية الرسائل المتعلقة بحالة الطوارئ لحظة وقوع الزلزال، كما بُث إشعارات نظام تلقي ونشر المعلومات عبر مكبرات الصوت في المساجد والبلديات، بينما لم تُطلق صفارات الإنذار منعاً لبث الخوف بين المواطنين.
وهذه الاختبارات تأتي ضمن مساعي السلطات التركية لتدريب وتأهيل المواطنين والمقيمين للتعامل الآمن وقت وقوع الزلازل، حيث تلقى ملايين المواطنين تدريبات ودورات للتوعية بالكوارث وكيفية التعامل عند وقوعها، وكذلك تدريبات واقعية على إخلاء المساكن عند وقوع الزلازل، وتدريبات للإسعافات والإنقاذ.
محطات رصد الزلازل وموجات تسونامي قبيل وقوعها
ونظراً لوقوع تركيا في منطقة جغرافية نشطة بالزلازل، فإنها تسابق الزمن للاستعداد وللتعايش الآمن مع الزلازل لتجنب وقوع خسائر كبيرة في الأرواح أو المباني، ولذلك افتتحت خلال يونيو 2021 أول محطة لرصد الزلازل وموجات تسونامي قبل حدوثها، في منطقة “بيوك شكمجة” بالجانب الأوروبي بمدينة إسطنبول.
وهذه المحطة مزوّدة بأنظمة قياس متعددة يمكنها قراءة بيانات الزلازل وتوقّع المدى الذي قد تصل إليه، لمعرفة ما إذا كان سيترتب عليها حدوث تسونامي أم لا، وتطلق إنذاراً مبكراً قبل حدوث موجات تسونامي، بمدة تتراوح بين 5 – 7 دقائق.
التحول الحضاري
كما بدأت تركيا في برنامج “التحول الحضاري”، في عام 2012، وهذا البرنامج يهدف إلى هدم المباني غير المرخصة وغير المطابقة للمعايير الهندسية المقاوِمة للزلازل، والتوسع في مبان أقوى، وتجهيز البنية التحتية التي تخفف من الأضرار وقت وقوع الكوارث.
وفي تصريحات سابقة للرئيس أردوغان، مطلع العام الماضي، أعلن أن الحكومة التركية استكملت إعادة بناء نحو 1.5 مليون مسكن خلال السنوات الـ9 الأخيرة، وأنها كذلك تسعى لإعادة بناء 1.5 مليون مسكن في مدينة إسطنبول خلال 5 سنوات ضمن جهود بناء مساكن مقاومة للزلازل.
تاريخ مع الزلازل
يشار إلى أن تركيا وبسبب موقعها الجغرافي لها تاريخ طويل مع الزلازل، ومنذ عام 1500م تعرضت لعدد من الزلازل التي خلفت أضراراً ضخمة، منها زلزال أطلق عليه “يوم القيامة الصغرى” وقع في 10 سبتمبر 1509، قدرت قوته بـ7.2 درجات على مقياس ريختر، وقدر الضحايا بعشرات الآلاف
وزلزال أرذينجان عام 1939، وقد بلغت قوته 7.9 درجات، وتسبب في وفاة 33 ألف شخص، وإصابة حوالي 100 ألف آخرين.
وزلزال غولجوك عام 1999، ضرب ولاية كوجالي في 17 أغسطس 1999، وبلغت قوته 7.4 درجات، واستمر لمدة 45 ثانية، وبحسب الأرقام الرسمية، تسبب هذا الزلزال في وفاة 17 ألفاً و118 شخصاً، وإصابة 25 ألفاً آخرين.