كشفت لجنة مستقلة في البرتغال عن أن نحو 5 آلاف قاصر تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا تعرضوا لاعتداءات جنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1950.
وقالت اللجنة: إنها وصلت إلى استنتاجها بعد استماعها إلى أكثر من 500 شهادة، حسبما نقلت مواقع إلكترونية أوروبية.
وأوضحت لجنة التحقيق في القضية، في تقرير أمس الإثنين، وفق «رويترز»، أن 4815 طفلاً على الأقل تعرضوا لاعتداء جنسي من قبل أعضاء الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية -معظمهم من القساوسة- على مدار السبعين عامًا الماضية.
وقال منسق لجنة الخبراء المعنية بهذه القضية بييدرو ستريشت، خلال عرض التقرير النهائي في لشبونة: إن المعلومات التي تم الحصول عليها حتى الآن تشير إلى أن عددًا كبيرًا من كهنة وأعضاء الكنيسة الكاثوليكية ارتكبوا انتهاكات جنسية منذ عام 1950، مضيفًا أن المشكلة لم تكن موجودة فحسب، بل انتشرت أيضًا.
وأضاف أن هذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض.
وأشار ستريشت إلى أن 77% من الجناة هم من القساوسة، و57% من الضحايا من الذكور، مضيفًا أنهم تعرضوا للانتهاكات في المدارس الكاثوليكية والكنائس ومنازل الكهنة والطوائف وغيرها من المواقع.
وحضر خوسيه أورنيلاس، رئيس مؤتمر الأساقفة، عرض التقرير النهائي، وقال في مؤتمر صحفي: إن الكشف عن جرح مفتوح يؤلمنا ويخجلنا.
وقال أورنيلاس: إن الأساقفة البرتغاليين سيجتمعون، في 3 مارس، وسينظرون في تطبيق آليات أكثر كفاءة وملاءمة لمنع الانتهاكات في المستقبل.
وحضر هانز زولير، مسؤول الفاتيكان المسؤول عن قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، الحدث في لشبونة، وقال: إنه من المهم الاستمرار في الاستماع إلى الضحايا؛ لأن ذلك لن يكون نهاية الأمر.
يشار إلى أنه في نهاية عام 2021، كلفت سلطات الكنيسة البرتغالية ستريشت بتشكيل فريق للوقوف على ظاهرة الاعتداء على قُصَّر في صفوفها، بعد أن كشف تقرير في فرنسا أن حوالي 3000 كاهن اعتدوا جنسياً على أكثر من 200 ألف طفل.
وفي عام 2019، وعد البابا فرنسيس بشن «معركة شاملة» على الاعتداءات على الأطفال داخل الكنيسة، بعد الكشف عن ارتكاب كهنة آلاف الاعتداءات الجنسية عبر العالم، واتهامات بتستر أفراد من الإكليروس عليها.
وقبل البرتغال، عملت دول عدة على تبيان واقع هذه الظاهرة، من بينها فرنسا وإيرلندا وألمانيا وأستراليا وهولندا.