يقول خالد مبارك الشامري، مدير إدارة الإغاثة في نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي: في طريقنا إلى مخيم اللاجئين الروهنجيا المحترق في منطقة كوكس بازار، أخذنا ندقق في الوجوه التي تروي بصمت العديد من القصص المأساوية التي يعيشونها بعد أن فروا من ميانمار بحثاً عن الأمان؛ فأصبحوا يعيشون في مخيمات لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
وأضاف الشامري: في طريقنا إلى تلك الخيام، انعطفت السيارة بنا إلى طريق فرعي، ثم توقفت لعدم إمكانية استكمال الطريق بها، ثم ترجلنا، حتى بلغنا عتبة إحدى الخيام المحترقة والمسقوفة بمجموعة من البطانيات والأكياس البلاستيكية.. رأينا طفلة صغيره تقف على أعتاب المخيم!
آلمنا مشهدها، فألقينا التحية عليها.. فابتسمت.. ما اسمك؟ فأجابت: حبيبة.. كم عمرك؟ فصمتت قليلاً.
وكان والدها يتكئ على جانب من جدار الخيمة، وبدأ يتحدث إلينا فقال: هذه ابنتي حبيبة، عمرها أربعة أعوام، ولدت في هذا المخيم.
يا الله! حبيبة ولدت وسط معاناة اللجوء والجوع وفقدان الهوية، ولا يوجد لديها أي أوراق أو شهادة ميلاد، وليس من حقها أو غيرها أن تحصل على إثبات هوية في هذا المخيم.. ثم نهض الأب من مكانه ونفض كفيه، ومضى قائلاً: تفضلوا بالدخول.
ثم نادى على أبنائه فإذا بهم سبعة بالإضافة إلى الأم والأب.. سألناهم عن أحوالهم فكان الجواب: كما ترى، فما تسمعونه هو جزء قليل من معاناتنا.. تسعة أفراد يعيشون في خيمة محترقة بعدما فروا من ميانمار إلى بنجلاديش بلا هوية ولا وطن ولا أي مقومات للحياة.
وتابع الشامري: وكان لا بد لنماء الخيرية التي رفعت شعار «الاهتمام بالإنسان» أن تفعل شيئاً للاجئين الروهنجيا تخفيفاً عنهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
فقامت نماء الخيرية ببناء بيت لهم وتجهيزه بدعم من المحسنين الكرام من خلال حملتها التي أطلقتها.