كتب ـ محرر الشؤون المحلية:
دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع فريق تراحم التطوعي الذي يعمل تحت مظلتها، مشروع مركز الدعم النفسي والاجتماعي لإزالة الآثار النفسية الناجمة عن تداعيات الزلزال المدمر الذي اجتاح جنوب تركيا وشمال سوريا في فبراير الماضي، وذلك لتقديم الدعم الوقائي والإرشادي والتأهيلي والعلاجي للضحايا.
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الصحافي الذي عقدته الهيئة للإعلان عن هذا المشروع الجديد بحضور المدير العام للهيئة الخيرية بالإنابة عبد الرحمن المطوع ورئيس فريق تراحم ناصر البسام ورئيس فريق الدعم النفسي بفريق تراحم استشاري الطب النفسي د. عثمان العصفور، ولفيف من الإعلاميين وقيادات الهيئة.
وأشاد المطوع خلال كلمته بالمشروع، واصفًا إياه بالنوعي وأحد الأنشطة المهمة لفريق تراحم التطوعي في ظل الأزمة السورية وتداعياتها النفسية على الشرائح الضعيفة.
وأضاف المطوع: يعد فريق تراحم التطوعي من أبرز الفرق التطوعية التي تعمل تحت مظلة الهيئة، مشيرًا غلى أن الفريق دشن قرابة 110 رحلات إغاثية إلى المناطق المنكوبة لإغاثة اللاجئين وضحايا النكبات في العديد من الدول.
وأشار إلى أن الهيئة الخيرية قطعت شوطًا كبيرًا في ترتيب البيت التطوعي، عبر إنشاء إدارة للعمل التطوعي في العام 2015 لتكون مظلة إدارية لفرقها ومبادراتها التطوعية، ونظمت علاقة الشراكة معها عبر مجموعة من الإجراءات والضوابط والسياسات الإدارية والإعلامية والمالية لتحقيق التواصل المؤسسي الفعّال، لأجل ممارسة تطوعية احترافية مبنية على قواعد علمية ومعايير عالمية.
كما لفت المطوع إلى أن الهيئة تحتضن 36 فريقًا ومبادرة تطوعية، تضم نخبة من خيرة أبناء وبنات الكويت الذين يصل عددهم إلى 818 ناشطًا وناشطة، قدموا خلال مسيرتهم نماذج تُحتذى في العطاء والإبداع والتضحية ونكران الذات، وأسهموا بجهود مخلصة ودؤوبة في تخفيف معاناة المجتمعات الهشة والمنكوبة.
وأعرب البسام عن شكره وتقديره لوزارات الدولة وأجهزتها ومن بينها الخارجية والشؤون الاجتماعية لدورها الكبير في دعم نشاط الفريق والعمل الخيري بصفة عامة، مؤكدًا أهمية التدخل السريع لفريق الدعم النفسي للاجئين السوريين الذين عانوا تداعيات أزمات النزوح واللجوء والزلزال.
من جهته شكر د. عثمان العصفور الهيئة الخيرية على تبني مثل هذه المشاريع النوعية الرائدة، حيث يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يعالج الآثار النفسية والاجتماعية للزلزال المدمر على اللاجئين السوريين في تركيا والشمال السوري.
وأوضح العصفور أن المركز يضم طاقمًا فنيًا من 15 طبيبًا نفسيًا واستشاريًا، سيقدمون خدماتهم التي ستشمل العلاجي النفسي والاستشارات الاجتماعية واضطرابات ما بعد الصدمات، لجميع المتضررين من الزلزال من جميع الفئات وبشكل رئيس الأطفال والأمهات والأرامل حيث تشير الإحصائيات إلى أن قرابة 2 مليون طفل تضرر من تلك الكارثة.
وأضاف العصفور أننا نعمل على تنفيذ هذا المشروع بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والشؤون وبالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية السورية في تركيا وبعض الجامعات المتخصصة في هذا المجال حيث سيضم المركز كذلك مركزًا للأبحاث والدراسات لتوثيق التجربة وتقييم وقياس أثرها.
وتابع العصفور قائلا: إن رسالة المركز تتمحور حول تقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية للشعب السوري فئاته وطوائفه من أجل مجتمع أسري ذي صحة نفسية قوية، ومجتمع مترابط واعٍ لقضيته ووطنه، وقادرٍ على مواكبة تطورات العصر في أسرة آمنة، توفر لأفرادها جواً نفسياً واجتماعياً وتربوياُ وصحياً واقتصادياً مناسباً ومتعاوناً دون أي عوائق.