أكد د. يوسف القرضاوي، عميد كلية الشريعة في دولة قطر الشقيقة، أهمية قيام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنسبة للمسلمين، وأشار إلى أن فعل الخير في المنهج الإسلامي مبدأ أصيل وأساسي.
وقال: لقد حض الإسلام على فعل الخير، وجعل له عناوين شتى، فهذا يأخذ من باب الزكاة، والآخر من باب الصدقة، وآخر من باب الصدقة الجارية، وهناك باب الوقف الخيري والهبات وإطعام الطعام، وهناك أيضاً إغاثة الملهوف وتنفيس الكرب، فالمجتمع المسلم مجتمع متكامل متضامن يأخذ قويه بيد ضعيفه وينفق غنيه على فقيره.. وهذه المبادئ كان يعيش عليها المجتمع الإسلامي منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم؛ ولهذا تمكنوا من إنشاء مجتمع إسلامي قوي.
ومن هنا، فإن المساهمة في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تبرئ ذمة المسلم من فريضة دينية عليه، وخاصة أن المسلمين اليوم معرضون للاقتلاع من جذورهم ومحو شخصيتهم.. وهناك من المسلمين من يرتد عن دينه بسبب الفقر وخاصة الأطفال الذين يؤخذون من آبائهم ويربون على ديانات أخرى؛ فينشأ هؤلاء على غير الإسلام.. لقد أخذ مليونير بلجيكي ما يقرب من 30 ألف طفل مسلم من الصومال التي تعرضت للقحط والمجاعة، وبالطبع فإن هذا الثري لن يربيهم على الإسلام، بل على ديانة أخرى.. ونحن لا نلوم هؤلاء إذا عملوا لدينهم، إنما نلوم أنفسنا إذا لم نعمل لديننا كما يعملون وفوق ما يعملون.
وقد ألقى د. يوسف القرضاوي كلمة مؤثرة أمام جموع النساء المدعوات، أكد فيها أهمية دور المرأة في المجتمع الإسلامي باعتبارها تمثل نصف المجتمع، بل تمثل أكثر من ذلك كونها زوجة وأماً وأختاً وابنة؛ لذلك فلها دور كبير في تحقيق أهداف الهيئة الخيرية الإسلامية.
وضرب د. القرضاوي أمثلة من التاريخ الإسلامي لمواقف المرأة المسلمة في نصرة الدعوة ومؤازرة المسلمين والتضحية والبذل، وقال: إننا على ثقة بأن المرأة المسلمة اليوم لن تقل بطولة وتضحية وبذلاً عن مثيلاتها في التاريخ الإسلامي.
___________________________________________________________________
العدد (848)، 1 جمادى الأولى 1408هـ/ 22 ديسمبر 1987م، ص8-11.