في خضم ضغوط الحياة، قد يتراجع دور الأب مقارنة بالأم، لكن لا يمكن الاستغناء عن الأبوة في مركب الحياة الأسرية، لكي ترسو بنجاح على بر الأمان.
ومن الخطأ أن يتحول الأب إلى محفظة مالية تدفع فقط، ظناً منه أن المال كل شيء، وأن توفير احتياجات الطفل كفيل بمنحه السعادة والحنان.
ربما تكون هذه السطور جرس إنذار لآباء ظنوا أن النقود وحدها كفيلة بمنح أبنائهم ما يريدون، متناسين أهمية الحضن الدافئ، والقلب الحنون، والقدوة الحسنة في تربية النشء.
نهدي إليك وصفة من 7 أمور تجعل منك أباً ناجحاً ومحبوباً، ومربياً جيداً، بات الأبناء في أمسّ الحاجة إليه في هذا الزمن.
1- امنح طفلك قدراً كبيراً من الحب والحنان، ولا تطلب منه أن يقبّلك حتى تعطيه مبلغاً ما، اترك الحرية له في هذا الشعور، ولا تجبره على إظهار محبته لك، بل دع أفعالك ولمساتك وحضنك له يدفعه إلى أن يبادك الحب والعاطفة الصادقة.
2- اسمع له، وخذ رأيه، وأشركه في اتخاذ القرار، وأجب عن تساؤلاته، وأنصت له، وانظر إليه عندما يتحدث، وأشعره باهتمامك، ولا تسفّه من أموره ومشكلاته، وخصّص وقتاً محدداً يومياً للتحدث معه، وأشعره أنك ملك له، شغوف بالسماع إليه، والاستماع إلى رأيه.
3- لا تقارن طفلك بآخرين، ولا تقلل من قدراته، ولا تثبط من همته، حفز لديه الدافع نحو الإنجاز والنجاح، وشجعه باستمرار، وامدحه إذا تطلب الأمر، وقدم له المكافأة والجائزة، وتيقن أن لكل طفل ما يميزه عن الآخر.
4- كن قدوة حسنة له، ولا تعتمد فقط على النصح والموعظة والإرشاد والتوبيخ والعقاب، وغيرها من أساليب التربية، يمكن أن تربيه بالفعل حينما يراك تصلي، صادقاً لا تكذب، كريماً لا بخيلاً، معيناً للفقراء، واصلاً للرحم، وافياً للعهد، أميناً في معاملاتك؛ ستجده يكرر ما تفعله بتلقائية وبساطة.
5- لا تفوت اللحظات المهمة في حياته؛ عند النجاح، عند المرض، عند خوض مسابقة ما، عند أعياد الميلاد، عند تخرجه من المدرسة أو الجامعة، هذه اللحظات لا ينساها الطفل، وتظل خالدة في ذاكرته، وتذكر أن الأطفال ينمون بسرعة، ويدركون كم كان آباؤهم حاضرين أو غائبين عنهم.
6- امنحه الثقة وحمّله المسؤولية، اعتمد عليه، ولا تكرر أنه صغير لا يستطيع عمل شيء، بل أشعره بأنه رجل يمكن الاعتماد عليه، أوكل له مهام صغيرة، لاحقاً كلفه بمسؤولية أكبر، وضع احتمالات الخطأ، فهذا ينمي الثقة لديه، ويساعد على بناء الثقة بينكما.
7- ضع قواعد محددة، تتناسب مع عمره، ومرحلته السنية، ولا تتعسف معه، إنه جيل مختلف، عامله بالحسنى، الصرامة لها وقتها، لكن الحياة لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة من الصراخ والعقاب، وقول «لا» من غير المناسب أن يكون منهج حياة، بل يجب مع مراعاة القواعد المنضبطة، منحه مساحة للتجربة والخطأ حتى يتعلم من أخطائه، فهو لن يظل صغيراً، وسيكبر يوماً ما، وسيغادر منزلك، وسيصبح يوماً ما أباً مثلك.