تتوالى الدراسات المحذرة من الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل، وقضاء وقت كبير أمام الهاتف؛ لمتابعة التطبيقات المتعددة، ما يستغرق ساعات يومياً خاصة لدى المراهقين والشباب.
اللافت أن كثيراً من الدراسات العلمية والطبية والسلوكية باتت تربط بين استخدام وسائل التواصل، ومصطلح الإدمان، والسلوكيات الناشئة عن ذلك؛ نظراً لتشابهها مع الأعراض التي تصاحب المدمنين.
ومن الأعراض التي تلازم المدمنين، سواء كانوا مدمني المخدرات أو مواقع التواصل: إهمال الواجبات الشخصية، والعزلة الاجتماعية، والتوقف عن المشاركة في الأنشطة الحياتية، والإصابة بالقلق والاكتئاب، وتوتر علاقاته بالآخرين جراء الاستياء من إدمانه، وضعف في الأداء الدراسي أو الوظيفي، وصعوبات النوم، والأكل المضطرب.
الأعراض ذاتها تلاحق مدمني مواقع التواصل، حيث يؤثر الإفراط في استخدام وسائل التواصل على القدرة على اتخاذ القرارات، ويجعلهم أكثر عرضة للانخراط في أعمال وسلوكيات محفوفة بالأخطار، وفق دراسة أمريكية.
وتفيد الدراسة الصادرة عن جامعة ميشيجان، عام 2019م، بأن من يبالغون في استخدام مواقع التواصل يتحسن مزاجهم عند وصولهم إليها، ويفرحون بالمكافآت الاجتماعية التي تأتيهم من تفاعلاتها مثل علامات الإعجاب والمشاركة وغيرها.
وتقارن دراسة أجرتها جامعة فيكتوريا الأسترالية، بين أعراض إساءة استخدام وسائل التواصل التي تشبه الإدمان السلوكي، وإدمان المواد المخدرة، من حيث هيمنة ذلك على حياة الشخص، والإضرار بالتزاماته الأسرية والدراسية.
المقلق أن مدمني وسائل التواصل قد يواجهون مشكلات مع الآخرين وخاصة العائلة بسبب استخدامها، وعند محاولة الإقلاع عنها تظهر عليهم أعراض الانسحاب، وغالباً ما ينتكسون، ويصبحون كمن يعانون من المخدرات والإدمان السلوكي، ويجدون صعوبة في اتخاذ القرارات المعززة للذات.
وقال البروفيسور دار ميشي، المشرف الرئيس على الدراسة الأمريكية: أعتقد أن وسائل التواصل لها فوائد هائلة، ولكن هناك أيضاً جانب مظلم عندما لا يتمكن الناس من الابتعاد.
وينصح الخبراء بالتدرج في التوقف عن إدمان وسائل التواصل، وصولاً إلى التوقف الكامل وكسر حلقة الإفراط في الاستخدام، والقيام بأنشطة مفيدة، والانشغال بهوايات أخرى، تضمن إبقاء الهاتف بعيداً.