من الخطأ التقليل من دور حصة الألعاب، خلال اليوم الدراسي، أو اعتبارها مادة هامشية لا تأثير لها، بل ربما يمكن القول: إنها تفوق في فوائدها مواد دراسية أخرى.
حصة الألعاب التي توفر فرصة ثمينة للأطفال لممارسة الرياضات الجماعية مع بعضهم بعضاً، تمنح التلميذ فوائد صحية وجسدية ونفسية واجتماعية لا توفرها المقررات الدراسية.
د. ماثيو ساكو، الاختصاصي النفسي في مستشفى كليفلاند كلينك الأمريكية، استعرض فوائد ممارسة الأطفال للرياضات الجماعية، مؤكداً في دراسته تحقيق عدة أهداف، هي:
1- الرياضات الجماعية تمنح العضو المشارك ثقة في النفس؛ لأنها تمنحه دوراً يؤديه، وتلقي بمسؤولية محددة على عاتقه، بشكل يعلم الأطفال القدرة على تجاوز الخجل والعزلة والانطواء، ويمنحه الفرصة لمشاركة الآخرين والاندماج معهم، والشعور باحتياجهم له ضمن عناصر الفريق.
2- الفائدة الثانية لحصة الألعاب تتمثل في ترسيخ فكرة العمل الجماعي لتحقيق هدف مشترك مثل الفوز بمباراة، وهو ما يدفع التلميذ إلى تعلم مهارات التعاون، والتفاوض، وربما قيادة الفريق، وهي مهارات توفرها الطبيعة السريعة والنشطة للرياضة، ولا تتوافر في الفصول المدرسية.
3- يؤكد ساكو أن الرياضة توفر بيئة مناسبة للتفاعل الاجتماعي بين الأطفال، خاصة أن المشاركة في اللعب الجماعي تعلم كل عنصر كيفية إيجاد حلول للمشكلات، التي تواجههم أثناء اللعب، والتعاون فيما بينهم، وكيفية التحكم في مشاعر الإحباط، وكيفية تجاوز الهزيمة، والتعلم من الأخطاء، وتحقيق الفوز مجدداً، وهي مهارات يمكن إسقاطها على كل مجالات الحياة، من المدرسة إلى العمل إلى الحياة الاجتماعية.
4- وفق الدراسة، فإن الرياضة الجماعية تتيح بيئة عالية التنظيم تتيح للأطفال التنبؤ بما سيحدث لاحقاً من حيث التمارين وجدول الألعاب، فضلاً عن منحه حافزاً نحو ممارسة الرياضة بانتظام، والمحافظة على لياقته البدنية، والتطور لاحقاً ليصبح لاعباً متميزاً في لعبة ما، أو مدرباً ناجحاً.
5- تفيد الأبحاث بأن ممارسة الرياضة لها آثار إيجابية طويلة الأمد على الصحة النفسية للأطفال، منها دراسة أجريت في عام 2019م، خلُصت إلى أن المشاركة في الرياضات الجماعية يمكن أن تساعد الأطفال في إبعاد شبح الاكتئاب، والتمتع بصحة نفسية أفضل في مرحلة الرشد، وتحسين المزاج وخفض مستويات القلق.