مشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان تجربة ملهمة ونموذج رائع للعمل الخيري والإنساني، وفي هذا المقال نقوم برحلة مبهرة تبدأ من الإيمان بأهمية فهم حاجات الناس وصولاً إلى تلبيتها، فهو مشروع نوعي أطلقته نماء الخيرية عام 2005م، ونجح في إيجاد قيمة مضافة مهمة للعمل الخيري والإنساني، من خلال جذب انتباه الناس إلى معاناتهم، ويلهم هذا النموذج الآخرين ليكونوا أكثر تفانيًا في خدمة المجتمع وتقديم الدعم لأولئك الذين هم في أمسّ الحاجة.
هذا المشروع نموذج لاكتشاف الاحتياجات والبحث عنها، ويتجسد هذا النموذج في قوة الالتزام والعمل الجاد على فهم صياغة الحلول لمشكلات الناس، بحيث يمنح العمل الخيري الفرصة لصناعة الحلول والمساهمة في تحسين حياة الناس، ويقدم حلاً لمشكلة يعبأ بألمها مرضى السرطان، بدءًا من صدمة التشخيص وصولاً إلى تكلفة العلاج والمعاناة النفسية، ويركز المشروع على تخفيف صدمة المرض وتخفيف تكلفة العلاج، ويجسد القيمتين البدنية والنفسية.
إن نماء الخيرية تنطلق في عملها من معرفة حاجات الناس، فالأصل في العمل الخيري والإنساني اليوم أن يكون سباقاً للوصول إلى المحتاجين لاكتشاف ومعرفة احتياجاتهم، فديننا مبني عن البحث عن السائل، ففي الأثر قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟».
وهذا المشروع يؤسس إلى نموذج من الباحثين عن احتياجات الناس، أعتقد من الممكن أن يكون في العمل الخيري مهمة الكشاف الذي يبحث ولا ينتظر، يكون قريباً من الناس واحتياجاتهم، ويقوم بصياغة حلول لمشكلاتهم، وهنا من الممكن أن تعطي العمل الخيري فرصة لصناعة الحلول.
وهذا المشروع قدم نموذجاً ليس فقط على مستوى الكويت، فمن خلال هذا المشروع استطعنا أن نحقق تقدير مجلس التعاون لهذه الالتفاتة الكويتية، فقد تم تكريم المشروع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا التكريم تتويج لنموذج متكامل من الرعاية والدعم الملتزم مع المريض الذي يحقق الكثير من المعاني المجتمعية؛ ولذلك سعى من خلال هذا المشروع إلى إيصال رسالة لمجاميع ليست مرتبطة بالمجتمع الكويتي بأننا كما كنتم معنا في صحتكم فنحن نقف معكم في مثل هذه التحديات، فهي رسالة أن الكويت مع كل من أعطاها من وقته وعمره وخبراته حتى في فترة مرضه وانكساره.
نماء الخيرية تعتبر أن الإنسان أغلى من المبلغ المالي، وبالتالي تلتزم بتقديم الدعم المستمر لمرضى السرطان، يُظهر هذا الالتزام روح التفاني والمسؤولية الاجتماعية، ونحن نحث على تشكيل شراكات وتعزيز التعاون من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية.
في الختام، نحن نشعر بالفخر لما حققته نماء الخيرية خلال هذا المشروع، ونأمل في دعم هذا النموذج الرائع لخدمة المجتمع ومساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم، فحياة الإنسان أغلى شيء يمكن أن نقدمه، وهذا هو رسالتنا والتزامنا.