ما زال أهلنا في غزة يتعرضون لحرب إبادة شاملة من قبل تحالف غربي صليبي صهيوني نازي؛ مما أسفر عن دمار شامل للبيوت على رؤوس قاطنيها، ودمار للمستشفيات ودور العبادة والمدارس، وتدمير شامل لكافة البنى التحتية والحيلولة دون وصول المياه والكهرباء والغذاء للسكان المدنيين.
هذه الحرب المسعورة التي تقودها أمريكا وبعض الدول الغربية بجانب الكيان الصهيوني أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ المسنين.
وقد تباينت مواقف الدول تجاه هذا الإجرام اليهودي النازي؛ فمنهم من شارك بصورة مباشرة بالعتاد والسلاح والمستشارين، ومنهم من شارك بالمال والحض على القضاء على المقاومة، ومنهم من شارك بمساعدات لوجستية واقتصادية، ومنهم من شارك بشيطنة المقاومة وتشويهها.
وبعض الدول التزمت الحياد، وبعضها اكتفى بإصدار بيانات شجب واستنكار للمجازر التي لحقت لأهلنا في القطاع، بيانات هدفها ذر الرماد في العيون، وامتصاص لنقمة وغضب وانفعال الشعوب.
وقد بلغ الذل والهوان بالدول العربية والإسلامية أن عجزت عن إدخال مساعدات إنسانية لأهلنا رغم المجاعة والعطش وحاجتهم الماسة للدواء، حيث يتم إجراء عمليات جراحية للمرضى دون تخدير لعدم توفر الدواء!
كما عجزت الدول العربية والإسلامية عن مساندة دولة جنوب أفريقيا في دعواها المقامة ضد الكيان الصهيوني لدى محكمة العدل الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني بتهمة الإبادة الجماعية.
وهنا نسأل: لمَ كل هذا التأييد المطلق للكيان الصهيوني والخوف والرعب منه؟! ولمَ كل هذا الخذلان والهوان المخزي للدول العربية والإسلامية الذي أثار استغراب وعجب الجميع؟!
لكن كما يقال: «إذا عرف السبب بطل العجب»، فمواقف الدول عادة يتبناها ويقررها أصحاب النفوذ والمسؤولون الكبار، وأما بالنسبة لمواقف الشعوب وغضبها وانفعالها فلا قيمة لها ولا وزن ما دامت مواقفها غثائية تغضب وتنفعل لأيام أو أسابيع ثم تهدأ وتعود.
وعودة لأصحاب النفوذ والقرار، فهؤلاء أصبحوا مسيَّرين غير مخيَّرين لأجندة الماسونية العالمية وخططها الجهنمية، حيث أوقعوا هؤلاء الأصنام في حبائل شَرَكهم ومن ثم قاموا بابتزازهم.
ومثال ذلك ما تم كشفه بفضيحة ما يسمى بـ«جزيرة مشتهي الأطفال»، هذه الجزيرة الواقعة في الكاريبي التي اشتراها الملياردير جيفري إبستين وحوَّلها لمنتجع جنسي لكبار الساسة ورجال الأعمال والمشاهير والعلماء، حيث سخَّر لهؤلاء القوم فتيات قاصرات وأطفالاً لتحقيق نزواتهم!
وقد تم تصوير بعضهم ليتمكن بعد ذلك اللوبي الصهيوني من ابتزازهم وتسخيرهم، وهذا ما ذكرته قناة «روسيا اليوم» عام 2020م، حيث قالت: إن ضابطاً «إسرائيلياً» سابقاً يدعى آري بن ميناشي قال: إن والد صديقة إبستين السابقة غيسلين ماكسويل، روبرت ماكسويل، وجيفري إبستين، كانا عميلين لـ«إسرائيل»، وإن جميع الفضائح المذكورة في قضية إبستين قد تم تدبيرها لصالح «الموساد» بهدف جمع المعلومات وابتزاز الشخصيات المشهورة.
ومما يؤكد ذلك ارتباط رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق إيهود باراك بجيفري إبستين، حيث زاره في منتجعه بالجزيرة عدة مرات، كما اعترف بذلك لصحيفة «وول ستريت جورنال».
ومن بين الأسماء التي ذكرت في قضية وفضيحة إبستين رؤساء أمريكا السابقون (كلينتون، وباراك أوباما، وترامب)، والأمير البريطاني أندرو، وغيرهم من المتنفذين من أصحاب النفوذ والقرار.
فهؤلاء وغيرهم ممن وقعوا في شَرَك الماسونيين ومكرهم وكيدهم لا يستطيعون الخروج عن طاعة ولاة أمرهم من الماسونيين الصهاينة الذين يملكون كافة ملفاتهم المخزية التي تعريهم وتكشف سوءاتهم.
كذلك شأن المسؤولين في بعض الدول العربية والإسلامية لا يستطيعون مخالفة أسيادهم الذين تورطوا بهذه الفضائح أو تورط بعضهم فيها!
ولعل ما صرحت به تسيبي ليفني، وزيرة خارجية الكيان الصهيوني سابقاً، لصحيفة «التايمز»، تؤكد خطورة وأبعاد هذا الابتزاز القذر حيث قالت: إنها أثناء عملها مع جهاز «الموساد» قامت بالعديد من العمليات الخاصة، أبرزها إسقاط شخصيات مهمة لزعماء ورؤساء ووزراء عرب في علاقة جنسية بهدف ابتزازهم سياسياً لصالح «الموساد».
فمثل هذا الإسقاط القذر وغيره يؤكد لنا سبب خذلان أصحاب النفوذ في الدول العربية والإسلامية من الحرب الجائرة على أهلنا في قطاع غزة وعجز دول العالم عن وقف الحرب.
بل يؤكد لنا سبب تكالب الجميع على أهلنا في قطاع غزة ووقوفهم بجانب الكيان الصهيوني وخذلانهم لأهلنا في غزة العزة.