أصدرت القوى السياسية والمدنية الكويتية، بياناً، بمناسبة مرور 100 يوم على معركة “طوفان الأقصى” وحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال وقفة تضامنية مع أهل غزة أقيمت بساحة الإرادة، مساء اليوم الأحد، بحضور مجتمعي لافت ومشاركة سياسيين وناشطين في القضية الفلسطينية.
وقالت القوى في بيانها: “مئة يومٍ مرّت على عملية طوفان الأقصى البطولية النوعية، التي هزّت أركان الكيان الصهيوني الغاصب، ومثّلت عملاً مقاوماً نوعياً استراتيجياً ونضالياً وجّه ضربة قاسية للمنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية أحيت الأمل عند الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم بإمكانية هزيمة الصهاينة ودحر الاحتلال”.
وأضافت أن “مئة يومٍ مضت على العدوان الصهيوني الفاشي وحرب الإبادة الجماعية الموجّهة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مصحوبة بحملات الاعتقالات الليلية وعمليات القمع الوحشية التي يشنّها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية”.
وتابعت القوى الكويتية في بيانها أن “مئة يوم انقضت على الصمود الأسطوري للفلسطينيين في قطاع غزة وهم يواجهون آلة الموت والدمار الصهيونية الإجرامية التي تمارس التقتيل والإبادة والتدمير والتهجير بمشاركة أميركية وغربية مكشوفة وتواطؤ منافق لما يسمى بالمجتمع الدولي وتخاذل مفضوح من الأنظمة العربية الخانعة”.
وذكرت أن “مئة يومٍ شهدنا خلالها ارتقاء أكثر من 30 ألف شهيد، ناهيك عن المفقودين، ونحو 60 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء وآلاف المعتقلين، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون دون مأوى وفي ظروف حياتية بالغة الصعوبة في ظل نقص الغذاء وتلوث مياه الشرب وانتشار الأمراض والأوبئة، وانقطاع كامل للكهرباء والاتصالات وغاز الطهي ووقود المركبات، وتوقف العشرات من المشافي عن تقديم خدماتها، وتدمير أكثر من 70٪ من الوحدات السكنية والبنى التحتية”.
وأشارت إلى أن “مئة يومٍ تمرّغت فيها بالوحل قيم الغرب الاستعماري وادعاءاته الكاذبة عن حقوق الإنسان والعدالة، وافتضحت خلالها ازدواجية معايير القانون الدولي، التي لا تنطبق إلا على الشعوب المكافحة، وانكشفت فيها عورة الديمقراطية الغربية في مفارقة صارخة بين الملايين الشعبية التي ضمّتها المسيرات الجماهيرية في معظم عواصم ومدن البلدان الغربية رفضاً للعدوان الصهيوني وتضامناً مع الشعب الفلسطيني وبين انحياز الحكومات الغربية للكيان الصهيوني ودعمها لعدوانه وحربه الهمجية”.
وأضافت أن “مئة يومٍ فشل خلالها العدو الصهيوني عن تحقيق أهدافه المعلنة من حربه العدوانية في القضاء على المقاومة وتحرير أسراه، ولم ينجح سوى في الانتقام والتقتيل والتدمير”.
ولفتت إلى أن “مئة يومٍ أصبح فيها الكيان الصهيوني يواجه للمرة الأولى على نحو جدي أسئلة مصيرية وتحديات وجودية وأزمة عميقة تطال دوره ومستقبله كمخفر أمامي زرعه الغرب الإمبريالي في منطقتنا لحماية مصالحه وتثبيت هيمنته وتنفيذ مخططاته”.
وأوضحت أن “مئة يومٍ سقطت خلالها اتفاقية أوسلو الخيانية وتهاوت فيها مبررات تطبيع المطبعين وثبت خلالها أنّ الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني المضحي هو خيار المقاومة والصمود، مهما بلغت التضحيات”.
وتابعت “مئة يومٍ تأكدت في كل يوم منها حقيقة أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لشعوبنا العربية وقواها التحررية، وأنّ هناك ارتباطاً لا انفصال فيه بين مقاومة الكيان الصهيوني ومقاومة الهيمنة الغربية لدى شعوب أمتنا العربية”.
ودعت إلى “توحيد قوى المقاومة الفلسطينية ميدانياً وسياسياً وتعزيز التضامن الكفاحي الشعبي مع الشعب الفلسطيني ولدعم صموده ومقاومته وللتصدي للمشروع الصهيوني والمخططات الإمبريالية”.
وبينت أنه “لم يعد هناك أي مبرر أمام الحكومات العربية لعدم التحرك لكسر الحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح، وإيصال المؤن والمواد الغذائية والوقود ومياه الشرب واللوازم الطبية، ونقل الحالات الحرجة والخطيرة من الجرحى والمصابين للعلاج في الخارج، وتوفير متطلبات إيواء مئات آلاف الفلسطينيين الذين دُمرت منازلهم، وتأسيس صندوق عربي لدعم صمود الشعب العربي الفلسطيني، والتحرك لإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي أقترفها الكيان الصهيوني إلى المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الدولية في لاهاي، وإعلان موقف عربي جماعي ضد مؤامرة التهجير والتوطين”.