«إمْبَكْت» (Impact) منظمة «إسرائيلية» أمريكية مكلفة بمراقبة المناهج التعليمية للبلدان العربية والإسلامية والمناهج التي تدرس العلوم العربية والإسلامية، وتقدم تقارير دورية عن مهمتها لجهات أمريكية رسمية كي تضغط على دول عربية لتنفيذها، اسمها «معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي» (Institute for Monitoring Peace and Cultural Tolerance in School Education) ومعروفة اختصاراً بـ«Impact».
📌منظمة "إمباكت" الصهـ.ـيونـ.ـية الأمريكية .. وحربٌ ثعبانيةٌ على هوية #العرب والفلسـ.ـطينـ.ـيين بدون قنابل ولا بارود.#فلسطين_قضية_لن_تموت pic.twitter.com/7qltcuNLFe
— المجتمع (@mugtama) March 24, 2024
وصدر تقرير في فبراير 2024م عن هذا المعهد، ومقره «إسرائيل» ولندن، يؤكد أنه يراقب بشكل رئيس كيفية تصوير «إسرائيل» واليهود في النصوص التعليمية العربية.
وأكد المعهد، في تقرير أصدره في مايو 2023م، أنه نجح في تغيير المناهج في دول عربية وإسلامية بهدوء؛ كي يمكن أن يؤدي ذلك إلى القبول بـ«إسرائيل» والسلام معها! وزعم أن الكتب المدرسية في دول عربية وخليجية تغيرت، ولاحظ الباحثون اعتدالًا تدريجيًا في موضوعات تتراوح بين أدوار الجنسين إلى تعزيز السلام والتسامح مع اليهود، وفق تقرير لشبكة «CNN»، في 19 يونيو 2023م.
كما أصدرت هذه المنظمة تقريراً شاملاً، في أبريل 2023م، رصد كيف سرعت مصر ودول عربية عملية تغيير المناهج الدراسية لصالح «إسرائيل» واليهود، وقد شرح موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، في 23 أبريل 2023م، كيف نجحت ضغوط هذه المنظمة، وضرب مثالاً بنجاحاتها في مصر.
وأوضح أن وزارة التعليم المصرية أصدرت نسخاً منقحة من المناهج الدراسية في مصر، بعدما حذفت كل المواد والنصوص السابقة عن اليهود، أو تلك المتعلقة بما يسمى «معاداة السامية»، في إشارة للعداء للدولة الصهيونية، بعد الضغوط اليهودية.
ونقل عن المعهد الذي يراقب مناهج التعليم العربية، ومنها الخليجية، ليقدم تقارير حول التطبيع، أنه راجع وفحص 271 كتاباً مدرسياً مصرياً تم إصدارها في طبعة العام الدراسي 2022 – 2023م، في مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، ورصد تغييرات جذرية لصالح اليهود و«إسرائيل»، وفق قوله.
وقد زعم موقع «Jewish News» اليهودي، في 24 مايو 2023م، أنه بفعل هذه الضغوط أيضاً أزالت دولة خليجية كل المواد التي تشوه صورة «إسرائيل» من الكتب المدرسية، وحذفت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتهم اليهـود بالتآمر ضد الإسلام.
كما ورد في الموقع نفسه في مذكرة تصل إلى 165 صفحة موجودة نظام «pdf» فيها شرح كامل للمطالب التي قدموها لدولة خليجية وطلبوا منها تطبيقها في مناهجها.
وقد كشفت دراسة أخرى قامت بها منظمة يهودية بالاشتراك مع «معهد توني بلير للتغيير العالمي» الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بتاريخ سبتمبر 2021م، حملت عنوان «تعليم السلام والتسامح في العالم العربي بعد عقدين من 11 سبتمبر»، كيف نجحوا في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية عبر حذف انتقادات لليهود و«إسرائيل» من الكتب المدرسية.
محو هوية غزة
منذ «طوفان الأقصى»، أخذت على عاتقها مسؤولية حملة سُميت «القضاء على الكراهية في الكتب المدرسية الفلسطينية»، و«إزالة الكراهية من الكتب المدرسية الفلسطينية»، بعدما روج الاحتلال أن مناهج غزة التعليمية وراء هجمات «حماس»، ودعا لإعادة كتابة المنهاج الفلسطيني لإزالة التحريض على العنف والكراهية!
وشنت حملة كبيرة لاتهام منظمة «الأونروا» ومدارسها في غزة وبعض المعلمين والموظفين في وكالة تابعة للأمم المتحدة بأنهم وراء تعليم الطلاب كراهية اليهود وهم السبب في «طوفان الأقصى» وأدت دوراً وراء حجب أمريكا وعدة دول أوروبية التمويل عن «أونروا» بحجة تصحيح مسارها لأنها تدعم الإرهاب، وضرورة تغيير المناهج الفلسطينية، حسبما أوضح موقع «فوكس نيوز» الأمريكي، في 7 نوفمبر 2023م.
ولا يكف رئيس وزراء العدو نتنياهو عن الترديد في وسائل الإعلام الأمريكية بأن قتل الأطفال في غزة يعود إلى تعليم الأمهات الفلسطينيات لأبنائهن الرغبة في الموت بدل تعليمهم التعلق بالحياة، وتعليم مدارس غزة الطلاب الجهاد والاستشهاد.
ويزعم أن أساس المشكلة يعود إلى روح التطرف الديني والسياسي الذي تبثها «حماس» بين الفلسطينيين، وكتب التعليم في غزة.
ولمحاولة إثبات ذلك، عرض رئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ كتابًا في مؤتمر ميونيخ الأمني بعنوان «نهاية اليهود» ليؤكد لهم أن الكتاب «يدعو لعدم الاعتراف بوجود اليهود ويشيد بـ«الهولوكوست» ويطالب الدول بالسير على خطى النازيين».
وسخر رواد مواقع التواصل منه، مؤكدين أن الكتاب ليس لمحمود الزهار القيادي في حركة «حماس»، كما زعم، وإنما لباحث مصري في الطب النبوي يدعى أبو الفداء محمد عزت.
الحرب على التعليم
وتحت عنوان «الحرب المفتوحة على التعليم»، تحدثت مؤسسة الدراسات الفلسطينية عن التدمير الإستراتيجي الممنهج لكل المؤسسات التربوية من مدارس وجامعات في غزة، وأشارت إلى أن تدمير الاحتلال للمؤسسات التعليمية في القطاع تم للقضاء على مظاهر التعليم في فلسطين، وهي لم تكن خطة جديدة أو وليدة هذه الحرب، إنما كانت في أشدها منذ ما يزيد على العقد، ولا سيما منذ العام 2011م.
ودمرت قوات الاحتلال أكثر من 12 مؤسسة تعليم عالٍ، مدعية أنها معاقل لـ«حماس»، ومنها: جامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية، والقدس المفتوحة.
وتقول المؤسسة: إن التعليم يشكل هاجساً خطراً لدى الاحتلال حين بدأ عمليته لتحريف المناهج الفلسطينية المعمول بها في شرق القدس خصوصاً.
وأخذ في شن حملة دعائية ضد المناهج التعليمية للسلطة الفلسطينية نفسها، مدعياً أنها مناهج إرهابية تدعو إلى الكراهية والعداء للسامية، وأنها لا تلتزم قيم التسامح وتقبل الآخر.
وبحسب المؤسسة، خاض الاحتلال حروباً عديدة في المحافل الدولية ضد مناهج السلطة الفلسطينية، أدت إلى تجميد المساعدات الأمريكية، ومن ثم مساعدات الاتحاد الأوروبي، التي كانت تُخصص لهذه المناهج، وبدأ حربه المفتوحة على القطاع التربوي.