1- استرجاع أنطاكية من أيدي الصليبيين عام 1268م:
كانت أنطاكية من مدن الشام التي شملها الفتح الإسلامي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظلت هذه المدينة بأيدي المسلمين إلى أن بدأت الحملات الصليبية على بلاد الإسلام عام 491هـ، فكانت من أوائل المدن التي حرص الصليبيون على احتلالها؛ نظراً لموقعها المتحكم في الطرق الواقعة في المناطق الشمالية للشام؛ فأصبحت أنطاكية حصن الصليبيين المنيع في شمال الشام، وظلت تحت حكمهم قرابة 170 عاماً؛ لكن عندما تولى الظاهر بيبرس السلطة عام 658هـ أخذ على عاتقه استرجاع البلاد الإسلامية من أيدي الصليبيين، فقام بطرد التتار من الشام إلى العراق ليتفرغ لقتالهم، وبدأ بفتح المدن، الواحدة تلو الأخرى، ففتح قيسارية وأرسوف وصفد، ثم أخذ الكرك ويافا، وضرب قلعة عكا، وبذلك مهد الطريق لفتح أنطاكية، واستطاع عزلها عن المدن المجاورة، وقَطَع كل الإمدادات عنها، حيث قسم بيبرس جيشه إلى ثلاث فرق، اتجهت فرقة منها إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر، وفرقة أخرى اتجهت إلى الشمال لسد الممرات بين قلقيلية والشام، ومنع وصول الإمدادات من أرمينيا الصغرى، أما الفرقة الرئيسة التي كانت بقيادته فتوجهت مباشرة إلى أنطاكية، وضرب حولها حصاراً محكماً، واستطاع بيبرس دخول أنطاكية في 4 رمضان 666هـ/ 24 سبتمبر 1268م، حيث يعتبر سقوط أنطاكية أعظم فتح حققه المسلمون على الصليبيين بعد معركة حطين.
2- الدولة العثمانية تعلن الحرب على ألمانيا:
معاهدة سيتفاتوروك كانت معاهدة سلام أنهت الحرب الطويلة بين الدولة العثمانية وملكية هابسبورغ في عام 1606م، فعندما أدركت النمسا خسارتها للحرب مقابل السلطان العثماني أحمد الأول بادرت بطلب الصلح، وكان هذا مطلباً عثمانياً أيضاً حتى تتفرغ الدولة لحربها مع إيران، فعُقدت معاهدة بين الطرفين عُرفت باسم “معاهدة سيتفاتوروك”، وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامة حرب قدرها 67 ألف سكة ذهبية، وأُلغيت الجزية التي كان يدفعها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كل سنة، وثبتت الحدود على أساس أن كل الأراضي الموجودة تحت سيطرته؛ لكن وبعد مضي 56 عاماً على توقيع هذه المعاهدة قام الألمان ببناء قلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية، ما صعد التوتر بين الطرفين، ونتيجة لذلك أعلنت الدولة العثمانية الحرب في 4 رمضان 1073هـ/ 11 أبريل 1663م، بعد 56 عاماً من السلام.
3- مقتل فيروز شاه:
هو السلطان جلال الدين فيروز شاه الخلجي أول سلطان في أسرة الخلجيين الذين حكموا مملكة دهلي الإسلامية من عام 689 – 720هـ، وأصل الخلجيين من الأتراك الأفغان، وكانوا من المحاربين الأشداء، ظهر أمرهم أيام السلطان محمود بن سبكتكين، وكانوا قد تحركوا من خراسان إلى الهند بعد اجتياح جنكيز خان لهذه البلاد، وكان قائدهم سيف الدين الخلجي أحد قادة السلطان جلال الدين متكبرتي خوارزم شاه، وقد فارقه عام 620هـ وذهب إلى الهند مغاضباً له، وبالهند التحق الخلجيون بخدمة شمس الدين ألتمش الذي حكم دهلي بعد وفاة قطب الدين أيبك، وعينهم شمس الدين ألتمش ولاة على إقليم البنغال، وكذلك في الوظائف الكبرى في دولته، فلما ذهبت دولة ألتمش رأى الخلجيون أنهم أحق بالأمر من بعده، ولكن البطل الكبير غياث الدين بلبن استولى على الملك، وخاض حروباً شرسة ضد المغول الذين حاولوا غزو الهند عدة مرات، وانتصر عليهم في كل مرة حتى مات عام 686هـ، وخلفه حفيده معز الدين كيقباذ الذي مكث في الحكم ثلاث سنوات ثم أصيب بالشلل، فثار عليه جلال الدين فيروز شاه الخلجي بدعوى أنه لا يصلح للملك وهو مشلول، وتحرك جلال الدين من البنغال بجيش كبير، واستولى على دهلي في 3 جمادى الآخرة 689هـ وقتل معز الدين كيقباذ، وأصبح هو أول سلطان خلجي على مملكة دهلي الإسلامية، وكان في السبعين من عمره.
سار جلال الدين في الناس سيرة حسنة، وأقام منار العدل والشرع، وتصدى للمغول عندما حاولوا غزو الهند عام 690هـ، وأسر منهم ألوفاً وأنزلهم بضواحي دهلي، وعرفوا باسم المسلمين الجدد، وكان لهم بعد ذلك أثر سيئ في الهند، كما قام بغزو هضبة الدكن عام 694هـ/ 1294م، وتمكن من هزيمة إمارة «ديوكو» الهندوسية، وبهذا يكون جلال الدين الخلجي أول من دخل هضبة الدكن من سلاطين المسلمين، وفي طريق عودته عرج ابن أخيه علاء الدين محمد لاستقباله وكان مغاصباً له من قبل، ثم قام بعد ذلك بالغدر به وقتله في 4 رمضان 694هـ/ 24 يوليو 1295م، وهكذا قُتل جلال الدين من أجل الملك كما فعل هو تماماً من قبل، وما ربك بظلام للعبيد.
4- غزو الروم بقيادة بختيار بن بويه:
في 4 رمضان 262هـ/ 1 يوليو 841م، بختيار بن بويه يبعث جيشًا لغزو بلاد الروم –بعد تحريض من الفقيه أبي بكر الحنفي وأبي الحسن علي بن عيسى الرمَّاني وابن الدقاق الحنبلي– بقيادة أخيه أبي القاسم هبة الله ناصر الدولة بن حمدان، فاقتتلوا مع الروم قتالاً شديدًا، فعزمت الروم على الفرار، فلم يقدروا بسبب ضيق ساحة المعركة، التي تقع بين جبلَين، فاستحر فيهم القتال وأُخذ قائدهم الدمستق أسيرًا، فأودع السجن، فلم يزل فيه حتى مات متأثرًا بمرضه في السنَة التالية.
5- سرية سيف البحر:
4 رمضان 1هـ/ 23 مارس 623م، أمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وبعثه في 30 رجلاً من المهاجرين، يعترض عيرًا لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجهني –وكان حليفاً للفريقين جميعًا– بين هؤلاء وهؤلاء، حتى حجز بينهم، فلم يقتتلوا، وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبيض، وكان حامله أبا مرثد كناز بن حصين الغنوي(1).
___________________________
(1) الرحيق المختوم، ص 178.