في أحد الأيام، وبينما كانت تائهة في غموض حياتها، وجدت نفسها تسير بخطوات ثقيلة نحو الحافة الهائلة للانتحار، كانت تشعر بأن كل شيء حولها ينهار، وأن الظلام يلتف حولها بلا رحمة، لقد غمرها اليأس والتشاؤم، وبدت لها الحياة كأنها سلسلة من الألم والفشل.
وكانت هذه اليابانية، التي عاشت في بلدها حياة مليئة بالضغوط والتحديات، تفتقد إلى الأمل والهدف، تساءلت عن معنى الحياة وما إذا كانت تستحق المعاناة التي كانت تعيشها؟!
وفي لحظة من اليأس، توقفت ووجدت نفسها تبحث عبر شبكة الإنترنت بلا هدف محدد، ولكنها وقعت على فيديوهات عن الإسلام على موقع «يوتيوب»، وتفاجأت بما شاهدته وسمعته، فقد نقلت لها هذه الفيديوهات شيئًا من السلام والأمل والروحانية.
قررت أن تعرف المزيد، فبدأت بقراءة الترجمة اليابانية لمعاني القرآن، كانت كلمات القرآن تخترق قلبها وتنير طريقها، فوجدت فيها الإجابات التي بحثت عنها طويلاً.
مع مرور الوقت، شعرت بتغيير في نفسها، كانت السلام والتأمل والقوة تتغلغل في وجودها، بدأت ترى الحياة بمنظور جديد، وأصبحت تعي أن الحياة تستحق العيش والتمتع بها، وأنها تحمل معاني أعمق من مجرد الألم والفشل.
وفي لحظة من الصمت، وبينما كانت تجلس وحيدة في غرفتها، أحست بنعمة عظيمة تغمرها، إنها النعمة التي أنقذتها من الهلاك، النعمة التي أعادت لها الحياة والأمل فسجدت هنا، سجود الشكر، تشكر الله على هذه النعمة العظيمة، النعمة التي هي أعظم من أي شيء آخر في الحياة.
هذا وقد قال الداعية الإسلامي الشيخ محمد العوضي: إن مسؤولية المسلمين كبيرة في تقديم صورة حقيقية وإيجابية عن الإسلام لكل الذين قد يكونون جاهلين به، أو قد تم تشويه صورته في أذهانهم.
يشير العوضي إلى أن هذا الأمر يأتي في ظل واقع المسلمين المنفر على صعد متعددة، وحالة الانقسام الداخلي بينهم، بالإضافة إلى الصورة النمطية التي رسمتها وسائل الإعلام الغربية، وجهود «اللوبيات» اليمينية المتطرفة، والمستشرقين الجدد.
وأضاف العوضي أنه يشجع الأفراد على البحث عن الجمعيات والمراكز التي تسعى لتعريف الناس بالإسلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في التواصل مع الجاليات غير المسلمة بها، بالإضافة إلى متابعة حسابات الناشطين الفطنين والمثقفين الذين يسعون لدعوة الناس إلى الإسلام، سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه.