آن الأوان لحظر الشيوعيين والشيوعية في مصر والبلاد العربية!
لا أظن حكومة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي في مصر ولا حكومة من حكومات أمة “حنّا للسيف” ستفعل ذلك، ولكن الثورة المصرية يجب أن تفعل!
فالشيوعيون يخدمون الحكومات الانقلابية والعربية خدمة العبد لسيده، يزيّفون التاريخ والجغرافيا والهوية ويبرّرون الطغيان والاستبداد والبغي، ويمهّدون الطريق لكل قرار ظالم وقانون متعسف ودستور لا يساوي الحبر الذي كتب به.
والشيوعية لا تمثل قلقاً لأي حكومة عربية، كل فكر لديها مقبول ومحتمل إلا الإسلام الذي يمثل العدوّ الأكبر؛ لأن مبادئه تزعجهم وتكشف طغيانهم واستبدادهم، وترفض ظلمهم وعسفهم وألوهيتهم العاجزة وهزائمهم المنكرة عسكرياً وحضارياً.
الانقلابيون والأشاوس حظروا الحركات الإسلامية ووصموها عن طريق صبيانهم الشيوعيين وأشباههم بكل الصفات القبيحة الذميمة بدءاً من الإرهاب إلى التخلف، وفي الوقت نفسه جعلوا الشيوعيين وأشباههم أذرعاً إعلامية وثقافية تبثّ الأكاذيب وتشوه الإسلام وتصف المسلمين بالمتأسلمين، والإسلام بالإظلام.
الاستثناء في الشيوعيين يثبت القاعدة، وهي أنهم خونة وأعداء الدين، وإقصائيون واستئصاليون، وعملاء للأنظمة العربية الفاشية، أينما وليت وجهك ستجد أعوان الطغاة العرب من الشيوعيين وأشباههم أو يعملون بوحي منهم.
الخيانة تتمثل في ولائهم للعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، وانظر تاريخ الحركة الشيوعية منذ تأسيسها في مصر والسودان والشام والعراق، تجد أن الشيوعيين العرب صناعة يهودية تم الإعلان عن بدايتها في فرع المحفل الماسوني المصري، وأصبح الحزب الاشتراكي يحمل اسم الحزب الشيوعي المصري عام 1922م، ويضم الأسماء اليهودية الشهيرة التي أسست للكيان الصهيوني في فلسطين ودعمته وروجت له واستنكرت دفاع العرب عن الفلسطينيين، ووصفت حرب فلسطين بالحرب القذرة، وباركت قرار التقسيم عام 1947م، ومن هذه الأسماء:
“چوزيف روزنتال”، و”هنري كورييل”، و”راؤول كورييل”، و”چورج بواتييه”، و”مارسيل إسرائيل شيرازي”، و”بول جاكوب دي كومب”، و”ريمون إبراهيم دويك”، و”هليل شوارتز”، و”يوسف موسى درويش”، و”ألفريد كوهين”، و”عزرا هراري”، و”شحاتة هارون”، و”ريمون إستانبولي”، و”صادق سعد”، و”هانز بن كسفلت”، و”سلامون سيدني”، و”إيريك رولو”، و”بهيل كوسي أفيجدور”، و”ريمون أجيون”، و”يوسف حزان”، و”ألبير أرييه”، و”شارلوت روزنتال”، و”ماري روزنتال”، و”ناعومي كانيل”، و”يهوديت حزان”، و”هنرييت أرييه”، و”جانيت شيرازي”، و”چويس بلاو”، و”ديدار عدس”، و”ناولة درويش”، و”ماجدة هارون”..
وتبرز من بين هذه الأسماء شخصية هنري كورييل الذي قاد الخلايا الشيوعية إلى الوحدة في تنظيم “حدتو”، وهو صاحب جهد كبير في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين والدفاع عنه وقبول قرار التقسيم، وكان مقرباً من البكباشي المهزوم وصاحب مشورة لديه، ومن المفارقات أن السادات عمل أيضاً ببعض نصائحه في التفاوض مع الغزاة اليهود القتلة في فلسطين عقب مبادرته الشهيرة عام 1977م، علماً أن فؤاد سراج الدين عندما كان وزيراً للداخلية في حكومة الوفد عام 1950م عاقب هنري كورييل بإسقاط الجنسية المصرية عنه وطرده خارج البلد ومنعه من العودة إليها مدى الحياة؛ نظراً لعلاقاته الخارجية المشتبه بها التي وصلت حد العمل لصالح العدو النازي اليهودي في أثناء حربه ضد العرب والفلسطينيين عام 1948م.
بعد طرد كورييل ومن معه عام 1950م كوَّنوا ما يسمى مجموعة روما، وانضموا إلى الحزب الشيوعي المصري عام 1958م، وبعد حله عام 1965م عادوا في منتصف سبعينيات القرن العشرين لتشكيل ما يسمى بتنظيم “الانتصار” الذي قاد حزب التجمع “توتو”، وحصروا الصراع الفلسطيني اليهودي فيما يسمى التطبيع!
يذكر الرفيق إبراهيم فتحي في كتابه “هنري كورييل ضد الحركة الشيوعية” أن كورييل أنشأ في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية ما أسماه “الجبهة المعادية للفاشية”، وألحقها بالفيلق اليهودي التابع للجيش البريطاني، وكان يستضيف ضباط جيش الاحتلال البريطاني في مكتبته التجارية الواقعة بوسط القاهرة لتسليمهم أبحاثاً عن مختلف الشؤون المصرية سبق إعدادها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بمعرفة الشيوعيين المصريين الغافلين، حيث وفرت تلك الأبحاث لبريطانيا معلومات تفصيلية حول مصر أهم المستعمرات البريطانية، فضلاً عن كونها أرض المعركة الرئيسة ضد ألمانيا، وهو ما اعترف به الرفيق رفعت السعيد البيومي الموالي لهنري كورييل في كتابه “تاريخ منظمات اليسار المصري” مع وصفه المخادع لهذا النشاط التجسسي الواضح، بأنه كان يهدف إلى تقديم معلومات مبسطة لضباط جيش الاحتلال البريطاني المقيمين في مصر عن الأوضاع المحيطة بهم لتعريفهم بالحقائق حتى يشاركوا المصريين نظرتهم إلى الحياة فيشعروا بالألفة وسطهم!
ويشير الرفيق إبراهيم فتحي إلى أن كورييل كان يستضيف ضباط جيش الاحتلال البريطاني لمصر في قصره المنيف القائم بحي الزمالك القاهري، وفي مزرعته الريفية بالجيزة، لتقوم سيدات الاستدراج والسيطرة اليهوديات المحترفات بالترفيه الجنسي عنهم، ويبقى أخطر ما قاله كورييل في كتاب له نشر بعد اغتياله الغامض في فرنسا: نحن نؤمن بأن الجماهير اليهودية ستحارب حتى النهاية بعزم وقوة للدفاع عن الوجود الشرعي لدولة “إسرائيل” وعن حقها في العيش بأمن وسلام دون أن يفرض عليها العالم أوضاعاً لا تقبلها. (للمزيد: طالع كتاب إبراهيم فتحي، وكتابات طارق إسماعيل المهدوي، حول خيانات الشيوعيين وفضائحهم).
وعداوة الشيوعيين المصريين للإسلام لا حد لها، وتحالفهم مع الكنيسة المصرية أوضح من ضوء الشمس، وهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا ويشهّرون فيها بالإسلام والمسلمين، وقد استخدموا أحط المصطلحات في الإشارة إلى الإسلام بدءاً من الرجعية والتخلف والردة والجمود والخرافة والغيبيات والأساطير، حتى وصفه بالظلام والإظلام والإرهاب والماضي والتاريخ.. وقد ساعدهم على ذلك البكباشي الأرعن المهزوم حين ملكهم بأمر من خروشوف منابر الصحافة والإذاعة والتلفزة والسينما والثقافة والإعلام والتعليم والتنظيمات الحكومية العلنية والسرية، فعملوا بأقصى جهدهم لتدمير الهوية الإسلامية، ولم يتوقف الأمر عند مصر بل زحفوا وخلفاؤهم إلى الخليج ليتلاقوا مع نظرائهم في شمال أفريقية من حزب فرنسا ليحتلوا كل وسائط التعبير، وفي الوقت نفسه يستأصلون كل صوت إسلامي حقيقي ويقصونه، ويبشرون بنظريات غريبة وسلبية لا تتفق مع طبيعة المسلمين وهويتهم، وفي مقابل ذلك قبلوا أن يبيتوا مع السفاحين والطغاة والمستبدين وأعداء الحرية والديمقراطية في مخدع واحد! الشيوعيون أعداء الأمة ويجب حظرهم!
الله مولانا، اللهم فرّج كرْب المظلومين، اللهمّ عليك بالظالمين وأعوانهم!