أطلق ناشطون في مدينة دوما بالغوطة الشرقية للعاصمة دمشق نداءات استغاثة إثر تعرضها أمس الأحد لغارات عنيفة من الطيران الروسي ومقاتلات النظام، استهدفت مدارس ومراكز طبية وأحياء سكنية وأودت بحياة العشرات أغلبهم من الأطفال.
وقال الناشط الإعلامي فراس الدومي: إن المدينة “تباد وتحترق” بقصف “هستيري” غير مسبوق بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية استمر ساعتين، مشيراً إلى أن النظام يشن حرب إبادة على المدينة لمسحها من الخارطة.
من جهته، طالب مدير الدفاع المدني السوري في محافظة ريف دمشق محمد المصاروة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لردع النظام عن ارتكاب مزيد من المجازر في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنه تمَّ تدمير أغلب المراكز الطبية في المدينة إثر استهدافها بشكل مباشر ومتعمد.
وتأتي دوما في مقدمة المدن السورية التي أعلنت الثورة على نظام بشار الأسد في مارس 2011م، وبعد سيطرة المعارضة المسلحة عليها في أكتوبر 2012م، فرضت قوات النظام حصاراً مطبقاً عليها وارتكبت خلال ثلاثة أعوام مجازر حصدت أرواح نحو 7500 مدني من سكانها.
فرض هدنة
يرى مراقبون أن النظام يسعى لفرض هدنة في الغوطة الشرقية، وهذا ما يؤكده الناشط السياسي نزار الصمادي الموجود في دوما، مشيراً إلى أن الأسد يريد فرض هدنة استسلام في الغوطة الشرقية شبيهة بالهدن التي عُقدت في عدة مدن في ريف دمشق.
ويعتقد الصمادي أن الأسد لا يريد حلاً سياسياً، ولا يمكن أن يوافق على الحوار مع المعارضة السورية، مضيفاً في حديث مع “الجزيرة نت”: هو فقط يستفيد من الأحداث، والتغير الدولي في المواقف.
وبحسب متابعين، جاءت الهجمة الشرسة على دوما ومجمل مدن الغوطة الشرقية غداة مؤتمر للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، تمخض عن تشكيل هيئة مفاوضات مع النظام الذي يتعمد الرد على مثل هذه المؤتمرات بارتكاب مجازر بحق المدنيين، حيث سبق له ارتكاب مجازر في دوما إبان انعقاد مؤتمر فيينا مؤخراً.
النظام ينتقم
ترى الصحفية سعاد خبية أن هجمة الأحد على دوما ليست جديدة، مضيفة: اعتدنا على أن النظام ينتقم من المدنيين عند كل حدث سياسي دولي يتعلق بسورية، مشيرة إلى أن النظام لن يفاوض المعارضة، وإنما يسعى لفرض ما يريد بالدم والقتل والأشلاء، تحت غطاء من المجتمع الدولي.
وتعتبر الصحفية أن لا نوايا جدية لدى المجتمع الدولي للضغط على الأسد وإجباره على الحل السياسي، مشيرة إلى أن واقع فصائل المعارضة المسلحة الذي وصفته بـ”المؤسف” يساعد النظام على ارتكاب مزيد من المجازر.
وحمّلت سعاد خبية بعض الفصائل جانباً من المسؤولية عما يجري في دوما، مشيرة إلى أن لكل فصيل مصلحة مختلفة عن غيره، فبعضها يسعى باتجاه الهدنة ويقنع الناس بها ويدفعهم لذلك، وهناك من يرفض الهدنة، وهذه الصراعات وعدم وحدة الموقف يدفع المدنيون ثمنها من لحمهم، وفق تعبيرها.