أكد عيسى النشار، أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن اسم “حماس” هو الاسم المستحدث للحركة الإسلامية في فلسطين، والذي أعلنت عنه من أجل التعامل مع انتفاضة الحجارة في الثامن من ديسمبر 1987م، مؤكداً أنها كانت موجودة وفاعلة قبل هذا التاريخ بعقود طويلة وبمسميات مختلفة.
ويُعد عيسى النشار أحد السبعة الذين شاركوا في تأسيس حركة “حماس” في الرابع عشر من ديسمبر 1987م برفقة الشيخ أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، ومحمد حسن شمعة، وإبراهيم البازوري، وعبدالفتاح دخان.
وأوضح النشار في حديثه لـ”قدس برس” أن 28 عاماً هو العمر المعلن لحركة “حماس”، مؤكداً أن هناك عقوداً طويلة عملت بها الحركة كونها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين بمسميات مختلفة منها: الحركة الإسلامية، الإخوان المسلمون، الشباب المسلم، المجمع الإسلامي.
شرارة الانطلاق
وقال: حادث المقطورة الذي فجر الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر 1987م، بعدما قامت مقطورة “إسرائيلية” بدهس أربعة عمال فلسطينيين عمداً؛ كان حافزاً للتصعيد رغم أنه سبقه إرهاصات ومناوشات مع الاحتلال وتضييق من قبله، حيث كانت الأجواء مهيأة لأن يكون هناك ردود أفعال ضد الاحتلال، وقد تم في نفس اليوم الدعوة من قبل قيادة الحركة الإسلامية إلى اجتماع طارئ حضره قادة الحركة السبعة المؤسسون.
وأضاف: تم خلال هذا الاجتماع الاتفاق على إيجاد حراك جماهيري لتصعيد الانتفاضة، وقد صدر البيان الأول في الرابع عشر موقَّع باسم حركة المقاومة الإسلامية، وذكر فيه كلمة الانتفاضة وبدأت تتطور الأحداث بعدها، ويزداد التفاف الجماهير حول الحركة وقادتها.
وأوضح أن الحركة حرصت على الانخراط في العمل الوطني بعدما كانت متهمة بالابتعاد عن المشاركة في مقاومة الاحتلال، وكانت صورة الإخوان مشوهة أمام الناس، فبدأ العمل ومقاومة الاحتلال في التسمية الجديدة التي كانت مرتبطة بهذا الاسم؛ لذلك أضيف اختصار “حماس” بعد شهرين من الانطلاقة الجديدة، مشيراً إلى أن هذا الاسم الجديد للحركة “حماس” أخذ البعد الوطني والمقاومة وأصبح مقبولاً لدى الجميع.
لماذا “حماس”؟
وحول لماذا كانت “حماس” حركة مقاومة وليست حركة تحرر أجاب النشار: نحن كفلسطينيين وحدنا من الصعب أن يكون لدينا إمكانية لتحرير فلسطين في ظل المعطيات الموجودة، ولكن حرصنا على أن نكون رأس حربة للأمة العربية والإسلامية، ونحن نسعى لمشاركة هذه الأمة لكي يكون لها دور في التحرير، ونحن بالفعل نريد أن نحرك هذه الشعوب والأمة، وبالفعل هي كانت حركة مقاومة للاحتلال، ولكن الهدف الأبعد التحرير وهو الهدف الأساسي، لكن التحرير يحتاج إلى قوة أكبر من أعدادنا واستعدادنا؛ لأن هذا مشروع أمة وليس مشروع فلسطين فقط، كون أن وجود “الإسرائيليين” في فلسطين معاد لكل الأمة وليس لنا فقط.
وأكد القيادي في “حماس” أن حركته أفشلت مشروع الاحتلال في إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، وأوقفت مشاريع التسوية التي كانت تهدف للقضاء على القضية الفلسطينية، وعززت مشروع المقاومة وثقافتها.
وقال: كانت هناك محاولات من الاحتلال والعالم بأن ينهي القضية الفلسطينية، لو انتهت القضية الفلسطينية فإن ذلك سيكون دماراً علينا وعلى الأمة ومشروعها، فكان أهم هدف للحركة هو التصدي للتنازلات والحلول الهزيلة للقضية الفلسطينية وإنهاء مشروع التحرر الوطني.
قوة البرنامج والمنهج
وأضاف: خلال هذه الفترة تمكنا من التصدي لهذه المشاريع وأثبتنا عدم جدواها، وأنها لا يمكن أن تنصف شعبنا، وفي المقابل كان للمقاومة إنجازات كبيرة على الأرض، فخرج الاحتلال من غزة تحت ضربات المقاومة وليس بسبب المفاوضات، وبدأ العدو يتقوقع ومشروعه ينحصر حتى أمام العالم ويغلق على نفسه في جدر، ولم يعد ذلك الكيان الذي يتوسع.
وعن تأثير فقدان الحركة لعدد كبير من قادتها ومؤسسيها قال النشار: “حماس” كفكرة لا تعتمد على أشخاص، وقوتها في البرنامج والمنهج الذي تسير عليه، والحركة تفرغ مزيداً من القادة الذين ينهلون من نفس المنهج.
وأضاف: كنا حينما تتعرض الحركة لأي ضربة نتخوف هل “حماس” ستنهض من جديد، فنجد أنها عادت أقوى من قبل، كما حصل بعد إبعاد 400 من قادة الحركة عام 1992م إلى مرج الزهور، لتؤكد بذلك على أن فقدان القادة لا يؤثر كثيراً على سيرها لأن هذا الحركة مرتبطة بمنهج وفكر وهيكلية تعتمد الشورى.
وأكد النشار أن مستقبل حركته بعد 28 عاماً من انطلاقها بالاسم الجديد مرتبط بالدين الإسلامي والقضية الفلسطينية.
وقال: نحن قناعاتنا أننا أصحاب حق ومستمرون بالمطالبة بهذا الحق والعمل من أجل تحقيقه، وليس عندنا أي خوف على مستقبل الحركة، بالعكس نحن نرى أنه كلما ضاقت الأمور بزغ أمامنا فجر جديد وإمكانية لأن نكون أقرب لتحقيق أهدافنا.
وأضاف: قبل فترة بسيطة وبحسب الوضع الإقليمي والحصار كنا نشعر أننا بضيق كبير ومحاصرون، لكن حينما ترى الهبة في الضفة الغربية من شباب صغار تشعر أن الأمة بخير، وأن المستقبل لصالح الحركة ومشروعها ولصالح التحرير.