على طاولة ترأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جلس محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ما بعد أوسلو، والرجل الثاني في حركة فتح، كجناح ضد الرجل الأول الرئيس الحالي المنتهية ولايته محمود عباس.
ظهور دحلان في روسيا بافتتاح منتدى الثقافة العالمي التابع لليونيسكوأثار الكثير من التساؤلات، حيث إن دحلان لا يتمتع بأي سلطة، وليس له أي تمثيل رسمي بقريب أو بعيد من اليونسكو والثقافة!
من هو دحلان؟
محمد يوسف شاكر دحلان،من مواليد سبتمبر 1961م بمدينة خان يونس التابعة لقطاع غزة، من الطلاب الفلسطينيين الذين تلقوا تعليمهم في مصر، ودرس التربية الرياضية تحديداً، عاش فترة القومية العربية والحلم العربي والاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وأيضاً تحريرها المنقوص.
عُرف عنه طموحه وسعيه الدؤوب للسلطة والسيطرة، وقد بدأت حياته السياسية من الجامعة الإسلامية التي التحق بها بعد عودته من مصر ليقود تنظيم فتح الطلابي والذي عُرف باسم “الشبيبة الفتحاوية”.
إلا أن الحياة السياسية الحقيقية لدحلان بدأت بعد خمس سنوات من السجن لدى الكيان الصهيوني ليخرج بعدها وكأنه أُعد لمهمة ربما اتضحت ملامحها فيما بعد، خرج دحلان من السجن عام 1988م ليتم ترحيله إلى الأردن، ومنها تواجد الرجل صاحب التاريخ الطويل في المواجهة المقاومة والتعاون مع المحتل ضدها، تواجد في تونس حيث قيادة السلطة ليصبح عضواً في لجنة العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم يتم انتخابه عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، وهو هيئة وسيطة بين المؤتمر العام للحركة واللجنة المركزية لها.
ملف الأمن
جاء اتفاق أسلو ليفتح الباب أمام طموحات الفتى دحلان ليس فقط بتعيينه مسؤولاً عن الأمن الوقائي الذي كانت مهمته الأساسية وفقاً لأسلو منع عمليات المقاومة وإفشالها لحماية أمن الكيان.
إلا أن الأهم في ذلك، أن الرجل استطاع أن يصل لصانع القرار الأمريكي، فوفقاً لموقع الجزيرة الإخباري، شارك دحلان في مفاوضات بمنتجع واي بلانتيشن 1998، وهناك ومن خلال المفاوضات المكثفة بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ومستشاريه، قيل إن كلينتون أُعجب بشخصيته ولمّح إلى أنه يمكن أن يكون زعيماً مستقبلياً في الشعب الفلسطيني.
انفكاك عُرى فتح
كان الصدمة الأكبر بشأن الرجل عندما تحدّث أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة فتح فاروق القدومي عن خيانة دحلان للرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث قال القدومي وفقاً لمواقع إخبارية: “إن عرفات أودع لديه قبل وفاته محضراً لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية، تم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتسارعت الأحداث ليتم إصدار بيان رسمي من فتح في 2011م للإعلان عن فصل دحلان من الحركة وإحالته للقضاء ليرد دحلان باتهام محمود عباس بعدة اتهامات مالية وسياسية.
حكايته مع مصر
نظراً للمنصب الذي كان يتبوأه دحلان وهو الأمن الوقائي في غزة، فقد كان للرجل علاقات جيدة من رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أن اسم الرجل لم يكن يتردد في الشأن المصري كما هو الآن وخاصة منذ ثورة يناير، وقد اتهمه د.ابراهيم الدراوى مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة بأنه ورفيق دربه (رشيد أبو شباك) قاما باستغلال علاقاتهم بفلول نظام القذافي لتهريب أسلحة من ليبيا إلى الأراضي المصرية وخاصة سيناء، واستغلال نفوذه وسيطرته على بعض الوسائل الإعلامية بمصر، للتخطيط لاغتيال الجنود المصريين في رمضان، بهدف الإضرار بالأمن القومي المصري، وخلق فوضى بالبيئة السياسية المصرية لصالح جهات خارجية .كذلك خلق حالة من العداء الشعبي لدى المصريين ضد حماس، و الإيهام بأن هناك اتفاقات سرية لتوطين الغزاويين بسيناء، بهدف التشكيك في مصداقية الإخوان المسلمين.
وفقاً للجزيرة، فقد حظي دحلان باستقبال خاص بمقر جريدة اليوم السابع المصرية المقربة من النظامفيأغسطس من العام الجاري، ورافقه في الزيارة جميع مسؤوليها وفي مقدمتهم رئيس التحرير خالد صلاح، ما عزز المخاوف من حدوث مستجدات تؤثر سلباً على الوضع في مصر، بالنظر إلى ما وصفه باحثون إعلاميون مصريون بالدور البارز لدحلان في الثورات المضادة للربيع العربي.
سيظل دحلان لغزاً كبيراً، ربما لكن المؤكد أن الرجل له ثقله ووجوده في ملفات المنطقة، وأيضاً هو بالنسبة للكثيرين مصدر شك وريبة، خاصة بعد ما لحقه من اتهامات بخيانة أبناء شعبه، وربما تكشف الأيام القادمة الكثير عن هذه الشخصية الطامعة دوماً في السلطة والنفوذ.
على هامش البورترية
بحسب موقع عربي 21، قال موقع إخباري فلسطيني: إن تكلفة حفل زفاف فادي دحلان نجل القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، محمد دحلان، وصلت 2 مليون دولار أمريكي.
وبحسب موقع “مفكرة فلسطين”، فإن حفل الزفاف استمر لمدة يومين، امتدت من مساء الجمعة حتى مساء الأحد، وأقيم في فندق “فيرمونت نايل تاور” الذي يعد أحد أفخم فنادق القاهرة.
ونقل الموقع عن إدارة الفندق قولها: إن حفل الزفاف حضره أكثر من 400 ضيف من مختلف الجنسيات العربية، خصوصا المصرية، من بينهم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والراقصة فيفي عبده.
وأشار الموقع، إلى أن تكاليف الزفاف شملت ثوب العروس المرصّع بمئات جواهر اللؤلؤ والكريستال، إضافة إلى استئجار سيارات خاصة لنقل الضيوف من وإلى أماكن مختلفة، عدا عن حجز غرف خاصة لضيوف الحفل، طوال أسبوع في أرقى أجنحة الفندق.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ” وفا” أن القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني كشفت عن مصادر أمنيّة وسياسيّة خاصة، وُصفت بالرفيعة في الخارجية الإسرائيلية، النقاب عن حضور السفير الإسرائيلي لدى مصر ‘حاييم كورين’ لحفل زفاف نجل محمد دحلان.