نجاح أبناء الأسرى في امتحان التوجيهي وتخرجهم من الجامعات ، وحصولهم على الدرجات العلمية ، رسالة من الأهل لهم لتعزيز الصمود ، فنجاح الأبناء نجاح لذويهم الأسرى، وفشل الاحتلال في تحقيق الفشل للأسرى على صعيد عائلاتهم ، وفي كل عام تتجدد رسالة النجاح للأسرى، ويتسلل الفرح إلى قلوبهم بعد سماع نجاح أبنائهم، وهذا النجاح يجعل جهاز المخابرات في حالة إرباك لفشل تغييب الأسير عن أهله .
في بيت الأسير الداعية الشيخ عزالدين عمارنه من يعبد قضاء جنين، حط رحال الفرح في منزله، بعد نجاح كريمته في امتحان التوجيهي وحصولها على معدل 4, 92% .
المحرر أحمد عمارنه نجل الشيخ الأسير عزالدين يقول للمجتمع :” يأتي إعلان نتائج الثانوية العامة” التوجيهي ” في كل عام ، يحمل معه الكثير من انتظارالأمل، وحصاد نتائج الجد على مدى سنوات طويلة للطلاب وذويهم، لكن لنجاح أبناء الذين يحملون لواء الحق من الشهداء وإخوان الشهداء والأسرى نكهة خاصة، فهي اقتناص للفرح وتَحدّ للحياة، فالآباء غائبون إما تحت الثرى أو خلف قضبان الأسر الظالم، لكن أبناءهم من خلفهم يتفوقون وهذا دليل على مدىالإصرار والعزيمة التي يتمتع بها أبناء الأسرى”.
ويضيف أحمد :” هذا النجاح خطوة لتعزيز صمود كل أسير؛ لأن النجاح له بصمة قوية على الأسير ومحيطه، وتتعطل أمامه ماكينة مصلحة السجون، التي تعمل ليل نهار من أجل تحطيم معنويات وصمود وثبات الأسرى، وشاهدن بأم عيني وأنا داخل الأسر كيف يكون للنجاح على صعيد عائلة الأسير تأثير خيالي على نفسيته، فمجرد سماعه للنجاح ينسى كل الجراح والآلام، وتذوب كل المواجع أمام محطة النجاح، وهذا ما يميز أسرى فلسطين، يتفاعلون مع كل المحطات وأهمها محطة نجاح الأولاد في مدارسهم وجامعاتهم، لأن رسالتهم التي دخلوا بها السجن لم تؤثر على حياة أبنائهم بشكل سلبي كما يظن ويتوهم الاحتلال “.
وفي منزل القيادي الأسير نزيه أبو عون في قرية جبع قضاء جنين، كان للنجاح حكاية ، فقد حصلت كريمة الأسير القيادي أبو عون آيه على معدل 1, 92%، وشعر الجميع نشوة الفرح والسرور بعد تحقيق هذا النجاح ورب الأسرة داخل الأسر، فغيابه لم يؤثر على التحصيل العلمي رغم الم الفراق ووجع الأسر .
ويعتبر إسلام أبو عون نجل الأسير القيادي نزيه أبو عون نجاح شقيقته آية خطوة مهمة في الدعم المعنوي لوالدي الأسير ، فهو الذي أصر لحظة اعتقاله على إكمال عقد قران شقيقتي الذي كان مقرراً في اليوم التالي ، ونجاح شقيقتي سيكون بمثابة هدية عظيمة له داخل سجنه ، وهي رافعة له ولزملائه الأسرى، وخافضة لمن كرراعتقاله من ضباط المخابرات ، فتفاصيل حياة الأسير موثقة لدى ضابط المخابرات ، وعندما يصله تقرير نجاح أبناء الأسرى يصاب بالصدمة “.
نجاح أولاد الأسرى ليس من قبيل الصدفة ، فعند اعتقال رب الأسرة تقرر الأسرة وفي مقدمتهم زوجة الأسير على صناعة النجاح ، وبذل كل الجهد والوسع من أجل تحقيقه ، لذا يكون النجاح تراكمياً ، وبعد تهيئة مستمرة لحصد ثمرة النجاح، ويتكرر مشهد نجاح أبناء الأسرى في كل عام ، في مشهد بهيج يثلج الصدور .