طرح بناء 2500 وحدة استيطانية في داخل حي جبل المكبر في القدس المحتلة وبعد عملية الشاحنة الجريئة، في هذا الوقت بالذات اعتبره أكثر من 25 ألف مقدسي يقطنون حي المكبر تصفية حسابات معهم، لمواقف الأهالي من الاحتلال، ومقاومتهم للتهويد المستمر لهذا الجبل الذي يعتبر من أهم أحياء القدس الـ18.
الخبير المقدسي في شؤون المدينة المقدسة د. جمال عمرو، أكد لـ”المجتمع” أن ما يجري في جبل المكبر على وجه الخصوص له أسباب نفسية وتاريخية لدى الاحتلال، فهو يريد محو ومحاصرة جبل المكبر؛ لأن التاريخ يؤكد قدوم الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس من هذا الجبل، حيث أعلن التكبير من هناك، وأهالي حي المكبر أصولهم بدوية ويعرف عنهم المحافظة على العادات والتقاليد والالتزام، والاحتلال حاصر جبل المكبر بالمستوطنات والأحياء الاستيطانية، واليوم يريد أن يزرع الاستيطان داخل منازل أهالي حي جبل المكبر انتقاماً من تاريخ هذا الجبل، ومواقف أهله الأبطال المحافظين على إسلامية القدس، ولم يتعاطوا مع مقترحات الاحتلال في المدينة المقدسة، وخرج من بينهم شهداء أفذاذ، إضافة إلى أن الاحتلال يريد قتل كل فسحة أمل مستقبلية لأهالي حي جبل المكبر بهذا الاستيطان المكثف حوله وداخله.
وأضاف عمرو: تعرض أهالي جبل المكبر في السابق إلى إهانات وإذلال متعمد من قبل الاحتلال ومؤسسته الأمنية، كانت الردود على هذه الإهانات موجعة للدولة العبرية، واليوم يتم الرد ببناء 2500 وحدة استيطانية داخل جبل المكبر بعد تهويد محيطة.
بدوره، أكد خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في الجمعية العربية في القدس؛ أن الاحتلال يحاول تمرير مشاريع استيطانية ضخمة في أحياء القدس بذريعة العمليات التي تقع، فمخططات هذه الوحدات الاستيطانية موجودة مسبقاً، والتنفيذ ينتظر الوقت المناسب، والأحياء المقدسية تتعرض للغزو الاستيطاني بشكل دائم ومستمر، ولم يبق في القدس زاوية أو حي إلا وتم الاستيطان فيه ومحاولة تهويده.
ويعود الخبير المقدسي د. جمال عمرو الحديث عن تفاصيل اغتيال جبل المكبر بالاستيطان والانتقام من أهله قائلاً: خلال معرفتي الدقيقة بتفاصيل الحياة في جبل المكبر وطبيعة السكان فيه وامتدادهم الجغرافي إلى منطقة السواحرة الشرقية وحصار الجبل بالمستوطنات، يتضح للقاصي والداني أن الاحتلال يستفرد بالأحياء المقدسية حتى يكمل مسلسل القدس الكبرى بأقلية عربية ممسوخة، وبهذا يكتمل المسلسل المرعب.
ولفت الباحث محمد قاسم من الجمعية العربية إلى أن الإسراع في طرح وحدات استيطانية من قبل البلدية يشكل إستراتيجية في التعامل مع الأحياء المقدسية المكتظة بالسكان، فجبل المكبر مكتظ بالسكان ويعيش أهله حياة صعبة، ووضع وحدات استيطانية بداخله وصفة عاجلة لترحيل أهله بعد انعدام الحياة وحصار فوق حصار، وسيكون مصير الأحياء المقدسية بهذه النهاية المؤلمة.
وكانت سلطات الاحتلال حسب ما ورد في “القناة العاشرة” قالت: إن سلطات الاحتلال ستهدم منزل منفذ عملية الشاحنة الشهيد فادي قنمبر، وستقوم ببناء 2500 وحدة استيطانية في منطقة المنزل المهدوم في جبل المكبر.
وكان أحد شباب حي جبل المكبر وهو الشهيد فادي قنمبر قام بدهس مجموعة من الجنود بشاحنة قبل أيام كان يقودها وأوقع في صفوفهم قتلى وجرحى.