– العمل الخيري ليس عملاً تجارياً يتم بناؤه على التنافس بل يُبنى على التكافل المجتمعي
– العمل الخيري لا تحتكره مؤسسة واحدة ونحن ضمن تحالف خليجي لإنقاذ الصومال
الكويت هي المركز الإنساني في العالم، فعندما تكون هناك أي نازلة من النوازل تجد الكويت والكويتيين من أوائل الناس الذين يهبون لمساعدة إخوانهم؛ وذلك بالأفعال وليس بالأقوال؛ الصومال دولة مسلمة تئن من الانقسامات السياسية والحرب الأهلية، وكذلك تتضور جوعاً؛ مما حدا بالجمعيات الخيرية الكويتية وعلى رأسها جمعية الرحمة العالمية لإنقاذها من المجاعة المطبقة.
في حوارنا مع الأستاذ سعد العتيبي، رئيس قطاع أفريقيا في جمعية الرحمة العالمية، والعائد منذ أيام من الصومال، نسلط الضوء على أبرز المشاريع الخيرية المقدمة لأهل الصومال.
* ما آخر أخبار الصومال؟
– ها قد رجعنا من رحلتنا الثانية إلى الصومال، وهذه ليست الرحلة الأولى، وكنا قد بدأنا بجملة من البرامج الإغاثية، التي تهتم بغوث الناس بشكل سريع، واشتملت خطة الرحمة العالمية للاستجابة الإنسانية على أكثر من محور؛ محور الماء والغذاء، وكذلك الصحة والعلاج من خلال القوافل الطبية، وقد وضعنا جملة من المشاريع الإستراتيجية، من بينها إنشاء الآبار الارتوازية، كذلك دراسة إنشاء وإقامة سدود في المنطقة التي بدأنا نشاطنا فيها، بالإضافة إلى مشاريعنا الإنمائية التي تهتم بتنمية الإنسان في البلد، التي تساهم في حل المشكلة بشكل أكبر من خلال الدخول في قطاع التعليم، والصحة والزراعة، والصناعة، من أجل تقوية الدخل القومي للبلد الذي نعمل فيه.
اتجهنا في عملنا من خلال الحملة الإغاثية للصومال تحت شعار «الصومال يستغيث»، بصناعة تحالف خيري كويتي خليجي، ساهم في تقوية الدور الإغاثي لإخواننا في الصومال، حيث اجتمعت في الرحلة الأولى جملة من المؤسسات الخيرية، في الكويت وفي الخليج، كانت من ضمنها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وبيت الزكاة الكويتي، وجمعية النجاة الخيرية، ومؤسسة عيد الخيرية القطرية، ونجاة للأعمال الخيرية التابعة لجمعية الإصلاح في البحرين، ومؤسسة عفيف القطرية، وتعاونا مع مؤسسات أممية في ميدان الإغاثة في الصومال في تنفيذ بعض المشاريع.
وهذا العمل خط إستراتيجي للرحمة العالمية، حيث نؤمن أن العمل الخيري لا تحتكره مؤسسة واحدة، أو مؤسستان، بل يجب أن يكون هناك تضافر للجهود، وهذا يقدم قيمة مضافة للعمل الخيري، فالعمل الخيري ليس عملاً تجارياً، يتم بناؤه على التنافس، بل يُبنى على التكامل، والتكافل المجتمعي، وهذا ما جعلناه واقعاً عملياً من خلال تنفيذ مشروعنا حين شرعنا في تلبية نداء الاستجابة الإنسانية، حيث عملنا على إرساله إلى كل الجمعيات الخيرية، ومكتبنا في الصومال لجنة أفريقيا للإغاثة هو مكتب معتمد من وزارة الخارجية الكويتية، ويقوم بتنفيذ مشاريع خيرية لكل تلك الجهات، هذا بشكل عام.
ونبشر بأن العمل مستمر بعون الله، لتنفيذ جملة من المشاريع، من بينها مشاريع المياه والآبار بمستوياتها المتعددة، وإنشاء البرك الأسمنتية الكبيرة التي تستطيع حبس الماء في فترات سقوط الأمطار؛ لأن البعض يعتقد أن المشكلة تنحصر فقط في وجود الجفاف؛ لأنه في فترة سقوط الأمطار تذهب المياه مباشرة متسربة إلى البحر.
* ماذا قدمتم لأفريقيا بصفة عامة، وللصومال بصفة خاصة؟
– شرعنا في العمل بقطاع الزراعة، وهو من القطاعات المهمة في أفريقيا، والاستثمار فيه مهم جداً، ومن خلال المشاريع الزراعية نقوم بتوظيف الأسر ونبيع الإنتاج، ومن خلال الأرباح نقوم بالصرف على الأيتام؛ وبالتالي هذه فرصة كبيرة للمتصدقين وأهل الخير أن يدخلوا في هذا المجال الخيري الاستثماري، الذي يحقق الاكتفاء الذاتي للعوائل، ويحقق الاكتفاء الذاتي لمشاريع الأيتام، التي نقوم بتنفيذها في أفريقيا، فهذا بند من أهم مشاريعنا الإستراتيجية في الصومال.
كذلك دخلنا في بند الصناعة، ولدينا مراكز تدريب مهني التي تقوم بتدريب الطلبة على عدة تخصصات، وعندنا خطوط إنتاج في المراكز التدريبية نفسها، وهذه المراكز بدأت بالفعل في بيع منتجاتها، وهذا البيع أدى لتغطية مصاريفها، وبفضل الله هناك أرباح، وتلك الأرباح يتم صرفها على المشاريع الخيرية، في القارة الأفريقية، فالدخول بتلك المستويات في المشاريع التنموية تقوي الاقتصاد المحلي وترفع من دخل الفرد في تلك المناطق؛ لذا فنحن بشكل عام نخدم المجتمع الذي نعمل فيه بضخ تلك الأموال وتحريك عجلة الاقتصاد.
* ما برنامجكم لشهر رمضان؟
– لدينا مشروع قادم سيكون بعنوان «خيرات»؛ حيث سنُدخل القطاع الزراعي في عملنا، ونأمل من الله عز وجل أن يدر هذا المشروع أموالاً كبيرة، ويعدد من مصادر الدخل للعمل الخيري، بما يضمن بعد الله سبحانه وتعالى استمرار المشاريع التعليمية والصحية في مناطق العمل، وهذا يقلل من الضغط على المتبرعين الذين يتبرعون بشكل مستمر، فالتبرع في هذا المشروع يضمن استمرارية تدفق الأموال في المشروع الخيري، فيضمن استمرار هذا المشروع.
* هل فكرتم في مشروع السياحة الخيرية خصوصاً في العطلة الصيفية، حيث يتم استقطاب مجموعة من الشباب للسياحة الخيرية في المناطق المنكوبة، كما يحدث في أوروبا وأمريكا؟
– في عام 2013م بدأنا في برنامج أطلقنا عليه «الرحلات الشبابية الخيرية»، وهذه الرحلات تستهدف الشباب بشكل مباشر، وعندنا إن شاء الله في بداية هذه العطلة رحلة لطلبة الطب إلى تنزانيا بعون الله، لبرنامج إغاثي متميز، وكذلك عندنا رحلة متميزة لطلبة كلية الهندسة؛ حيث يسافرون معنا بواسطة برنامج يتناغم مع تخصصهم الهندسي في العمل الخيري.
* وماذا عن طلبة الثانوية؟
– الأمر مازال مطروحاً للنقاش والتفكير، ونحن ندعو الأندية الصيفية للتنسيق والاشتراك في هذه الرحلات، ونحن على أتم الاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي الخاص بمثل هذه الرحلات.
* ما رسالتكم للشعب الكويتي بعد عودتكم من رحلتكم الإغاثية في الصومال؟
– أقول لهم: شكراً يا أهل الخير، تبرعاتكم وصلت، ولكن ما زالت الحاجة مستمرة، وبإذن الله بكم يا أهل الخير الأمل موجود.