أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الأحد، أن انتشار الكوليرا في اليمن أدى إلى وفاة 115 شخصاً فيما يعاني 8500 من المرض في وقت تكافح المستشفيات للتعامل مع تدفق المرضى.
وقال مدير عمليات المنظمة الإغاثية، دومينيك ستلهارت: نواجه حالياً خطر انتشار جدي للكوليرا، وفق ما نشرته وكالة “فرانس برس”.
وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن.
ويتسبب وباء الكوليرا شديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.
وأوضح ستلهارت أن عدد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات.
وتصنف منظمة الصحة العالمية اليمن على أنها إحدى أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم إلى جانب سورية وجنوب السودان ونيجيريا والعراق.
حالة طوارئ
وأعلنت حالة الطوارئ الصحية في العاصمة صنعاء كونها أصبحت منكوبة صحياً وبيئياً، بعد انتشار مرض الكوليرا الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين بمعدلات مخيفة منذ عودته في الـ27 من أبريل الماضي.
وفي ذات السياق ذاته، دعت منظمة “أطباء بلا حدود” المنظمات الدولية إلى زيادة المساعدات الإنسانية للحد من انتشار الكوليرا في اليمن وتحسباً لتفشي أمراض أخرى.
وأشارت المنظمة في بيان، نشرته “الأناضول”، إلى أنه وفي ظل تدهور النظام الصحي في اليمن تخشى منظمة “أطباء بلا حدود” من أن النظام الصحي لن يتمكن وحده من التعامل مع تفشي المرض.
وقال البيان: لا تزال فرق “أطباء بلا حدود” تستقبل وتعالج في اليمن أعداداً متزايدة من مرضى الكوليرا والإسهال المائي، وقد زاد عدد المرضى بنسبة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى أكثر من 1670 حالة حتى 13 مايو الجاري.
منع علاج المصابين
ومنع الحوثيون في صنعاء الأحد وبقرار رسمي من وزارة الصحة التي تسيطر عليها المليشيات في صنعاء المستشفى الجمهوري أكبر مستشفيات العاصمة القديمة من استقبال حالات الإصابة بالكوليرا.
كما أعلن الحوثيون تخصيص المستشفى لاستقبال الجرحى من مقاتليهم في جبهات القتال.
وقالت ما يسمى بوزارة الحوثيين في مطلع البيان: نظراً لانشغال المستشفى الجمهوري باستقبال حالات الجرحى والمصابين في المعارك، فإنه سيتوقف عن استقبال أي حالات للكوليرا.
وقال بيان الوزارة: إن الحالات تصنف حالات الكوليرا خفيفة ومتوسطة وشديدة، فالخفيفة يمكن علاجها سريعاً وعودة المريض فوراً للمنزل مع التعليمات والإرشادات.
والمتوسطة تحتاج معالجة بالإرواء بالسوائل عن طريق الفم وتبقى مدة تقريباً أربع ساعات تحت الملاحظة ثم تعود للمنزل مع التعليمات والإرشادات، أما الحالات الشديدة فهي التي تحتاج إلى رقود في المستشفى أو المركز الصحي وأخذ محاليل وريدية.
وأكد بيان الحوثيين أن المستشفى لن يستمر في استقبال الحالات ابتداءً من اليوم نظراً لأنه تعاون مع الوزارة منذ 27 أبريل 2017م بأن خصص الطوارئ العامة لاستقبال حالات الكوليرا؛ وبالتالي تعطلت طوارئ المستشفى وهو مستشفى مهم لاستقبال الجرحى من المعارك أو جرحى الحوادث.
وبهذا يكون الحوثيون قد أوقفوا أكبر مستشفى حكومي في صنعاء لاستقبال حالات الإصابة بالكوليرا، كما يهدد إعلان الحوثيين مئات الحالات المصابة بالكوليرا والتي تصل إلى المستشفى تباعاً بشكل يومي.
والمستشفى الجمهوري هو المستشفى الوحيد الذي لايزال يعمل بكامل طاقمه كما تتواجد فيه العديد من المنظمات الدولية.
المختطفون المصابون
وكشفت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين عن إصابة عشرات من المعتقلين بالمرض، وقالت الرابطة في بلاغ صحفي الأحد: إن الأوضاع الإنسانية والصحية للمختطفين في معتقلات المليشيات الانقلابية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
كما ناشدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل بسرعة لإنقاذ حياة المختطفين المصابين، ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وطالبت بزيارة السجون وتقديم الخدمات الصحية ومواد التعقيم والماء الصالح للشرب للمختطفين والمخفيين قسراً وإطلاق سراحهم.
نداء استغاثة
وأطلق ناشطون نداء استغاثة لذوي التخصصات الطبية، والتمريض في العاصمة صنعاء، دعوهم فيه إلى التوجه إلى مركز 22 مايو الطبي الخيري، بمنطقة مذبح وأيضاً بقية المراكز الطبية، للمساعدة في استقبال المصابين بوباء الكوليرا.
وأوضحت المصادر أن مركز 22 مايو يعاني من نقص في الكادر، بينما يشهد إقبالاً كبيراً من قبل المصابين بالوباء، مؤكدين أن الحالات في ازدياد مستمر وتفوق الطاقة الاستيعابية للمركز.
ودعت الحكومة اليمنية المنظمات المحلية والدولية كافة إلى تقديم مزيد من الدعم للقطاع الصحي في البلاد لمواجهة وباء الكوليرا المنتشر في عدد من المحافظات، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات.
وذكرت «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) أن وكيلة وزارة الصحة العامة والسكان د. إشراق السباعي شددت خلال اجتماع عُقد أمس الأحد في عدن، وضم ممثلين عن منظمات «الصحة العالمية» و«يونيسيف» و«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وشؤون اللاجئين»، على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة وتقديم الدعم والمساعدة للقضاء على وباء الكوليرا.
وناقشت السباعي كيفية التدخل والتعاون لوقف انتشار الوباء والاستعداد لأي طارئ، ودعم مركز المهاجرين الواقع في مديرية البريقة، ومستشفى الصداقة بالإمداد الإسعافي السريع.
ودعت إلى دعم القطاع الصحي في مختلف المحافظات، والذي يعاني بسبب الحرب التي تسببت في دمار البنى التحتية ومن بينها المنشآت الصحية.
وأشارت وكيلة الوزارة إلى أن فريقاً من وزارتها ومكتب منظمة «الصحة العالمية» بدأ النزول الميداني إلى مدينة لودر في محافظة أبين، لرفد القطاع الصحي في المدينة بالأدوية والمستلزمات الطبية بعد تلقي بلاغات عن تعرض 57 حالة لإسهالات حادة.
وأوضحت أن إجمالي الحالات التي تمت معاينتها وإجراء الفحوصات الطبية لها بلغ 143 حالة من مختلف مديريات عدن، بينها 15 من مدينة لودر في أبين وردفان لمحافظة لحج، مشيرةً إلى تسجيل 7 حالات إيجابية و3 وفيات.
ودعت السباعي الخطباء وأئمة المساجد ووسائل الإعلام إلى نشر التوعية بمخاطر وباء الكوليرا، مطالبة المليشيات السماح للمنظمات بدخول صنعاء والمحافظات التي تقع تحت سيطرتهم والقيام بواجبها للحد من انتشار هذا الوباء.