قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب والخبير السياسي مصطفى البرغوثي: إن التوسع الاستيطاني “الإسرائيلي” في الأراضي الفلسطينية، زاد بأكثر من نسبة 100% منذ تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، منصبه في يناير الماضي.
وخلال حديث مع وكالة “الأناضول” في مدينة إسطنبول، شدد البرغوثي على أن الحكومة “الإسرائيلية” الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تمتلك أي رغبة في “السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وأضاف: نحن نواجه مشروعاً “إسرائيلياً” خطيراً، لا بد أن يُقابل بوحدة فلسطينية قوية وفعالة.
وتابع البرغوثي: لم يعد هناك ما يسمى بمناطق “أ”، أي أنه لا وجود لمناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية الأمنية، فـ”إسرائيل” جزّأت الضفة الغربية إلى 225 جزيرة صغيرة مقطعة الأوصال، عبر الحواجز والجدار (العازل) والمستوطنات الاستعمارية.
وقسمت اتفاقية أوسلو (عام 1993) الضفة الغربية إلى 3 مناطق؛ “أ” و”ب” و”ج”، وتمثل المناطق “أ” نحو 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا.
أما مناطق “ب” فتمثل 21% من المساحة وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية تعليميا وصحيا واقتصاديا، أما أمنيا فالسيطرة لـ”إسرائيل” فقط، فيما تمثل مناطق “ج” 61% من مساحة الضفة، فالسيطرة الكاملة فيها لـ”إسرائيل” من كل النواحي.
واستأنفت الحكومة “الإسرائيلية” مشاريعها الاستيطانية، خلال العام الجاري، حيث طرحت مناقصات لبناء آلاف الوحدات السكنية.
ويقول مراقبون: إن الحكومة “الإسرائيلية” تستغل دعم إدارة الرئيس الأمريكي، ترمب لها، بهدف تكثيف الاستيطان وإفشال مبدأ “حل الدولتين”.
وبحسب مؤسسات حقوقية، فإن الأنشطة الاستيطانية بلغت مستوى غير مسبوق منذ مطلع العام الجاري، وتضاعفت ثلاث مرات عن الأنشطة التي تمت عام 2016.
ويمثل الاستيطان “الإسرائيلي”، الذي يلتهم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية)، العقبة الأساسية أمام استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتوقفة منذ أبريل 2014.
وتشير تقديرات “إسرائيلية” إلى أن نحو 640 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس (تضم نحو 220 ألف مستوطن).
ورغم قرار مجلس الأمن رقم (2334) الصادر في ديسمبر 2016، الذي يطالب “إسرائيل” بوقف نشاطاتها الاستيطانية بالأراضي الفلسطينية، فإن الحكومة “الإسرائيلية” ضاعفت منذ بداية 2017 من مشاريعها الاستيطانية.
وحسب بيانات نشرتها، الشهر الماضي، حركة “السلام الآن” “الإسرائيلية”، الناشطة في رصد الاستيطان فإن تل أبيب، صادقت على مخططات لبناء 6500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية منذ بداية عام 2017، مقارنة مع 2629 وحدة في عام 2016، و1982 وحدة في عام 2015.