قال وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا أمس الأربعاء: إن تصاعد العنف في الآونة الأخيرة ساهم في خلق واحدة من أخطر الفترات في الحرب المستمرة هناك منذ سنوات حيث تقصف القوات الحكومية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة ويتزايد تدخل القوى الخارجية.
وقال ستافان دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي ”أعمل مبعوثا خاصا منذ أربع سنوات وهذه فترة عنيفة ومزعجة وخطيرة لم أشهد مثلها طوال فترة ولايتي“.
وكان الأسبوع الماضي واحدا من الأسابيع الأكثر دموية في الصراع الذي يوشك على دخول عامه الثامن حيث تقصف قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران اثنتين من آخر المناطق الكبيرة الخاضعة لسيطرة المعارضة وهما الغوطة الشرقية ومحافظة إدلب في الشمال الغربي.
ويبحث مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا مشروع قرار أعدته الكويت والسويد يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بإرسال مواد الإغاثة وإجلاء المرضى والجرحى.
وقال دي ميستورا ” ما نشهده في سوريا اليوم لا يعرض للخطر ترتيبات خفض التصعيد والاستقرار في المنطقة وحسب بل يقوض أيضا جهود التوصل لحل سياسي. ولكن لن نتوانى عن استكمال عملية جنيف التي تمثل الطريق الوحيد الممكن نحو إيجاد حل سياسي“.
ولم تحرز عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوسط لإنهاء الصراع أي تقدم يذكر حتى الآن. كانت روسيا وتركيا وإيران اتفقت العام الماضي على مناطق ”خفض التصعيد“ للحد من العمليات القتالية في غرب سوريا وذلك باستغلال نفوذها في تلك المناطق.
وقالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي لمجلس الأمن إن روسيا يفترض أن تضمن التزام الأطراف بمناطق خفض التصعيد وتعمل على إزالة كل الأسلحة الكيماوية التي لدى حليفتها روسيا.
وقالت هيلي ”لكننا نشهد بدلا من ذلك استمرار نظام الأسد في القصف والتجويع … واستخدام الغاز ضد المدنيين“. وأضافت ”يمكن لروسيا الضغط على النظام للتعهد بالسعي لسلام حقيقي في سوريا..الوقت حان الآن كي تستخدم روسيا ذلك النفوذ“.
وردا على تصريحات هيلي قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن العملية السياسية السورية يجب ألا تخضع ”لضغوط خارجية“. ودعا أيضا الولايات المتحدة ”لممارسة نفوذها“ على المعارضة السورية المسلحة لضمان وقف القتال.