من أحضان الطبيعية خرج أول مضادات حيوي، وهو “بنسلين”، الذي ساهم في شفاء الملايين من الأمراض، منذ أن تحول إلي عقار في أربعينيات القرن الماضي، حيث اكتشفه العالم الإسكتلندي ألكسندر فليمنج.
ويعود الاكتشاف إلى 1928، عندما تعرّضت إحدى مزارع البكتيريا للهواء وتسممت، ولاحظ فليمنج أن البكتيريا تذوب حول الفطريات في المزرعة التي أعدها في المعمل، واستنتج من ذلك أن البكتيريا تفرز مادة حول الفطريات، وأن هذه المادة قاتلة للبكتيريا العنقودية، وليست سامة للإنسان أو الحيوان وأطلق عليها اسم “بنسلين” أي “العقار المستخلص من العفونة”.
ومع تزايد استخدام المضادات الحيوية، كشفت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن واحدًا من بين كل 10 أشخاص يعاني من اضطرابات الجهاز الهضمي بعد تناول المضادات الحيوية كآثار جانبية، وأن واحد من بين كل 15 شخصًا لديه حساسية من المضادات الحيوية كأدوية.
ووفقًا “للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها”، فإن أكثر من 2 مليون أمريكي يصابون بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية سنويًا، ما يؤدي إلى وفاة 23 ألف شخص سنويًا لهذا السبب.
لذلك يلجأ بعض الأطباء حاليًا إلى استخدام المضادات الحيوية الطبيعية، ولهذا أعد موقع (Medical News Today) المعني بنشر التقارير العلمية، تقريرًا يبرز أفضل المضادات الحيوية الموجودة في الطبيعة، وفقًا لدراسات علمية أجريت في هذا الشأن.
الثوم:
عُرف منذ القدم بقوته العلاجية والوقائية، وأثبتت بعض الأبحاث أن الثوم علاج فعال لبعض أنواع البكتيريا مثل “سالمونيلا”، وبكتيريا “إي كولاى”، كما أنه ربما يساهم في علاج مرض السل البكتيري المقاوم للعديد من المضادات الحيوية.
العسل:
عُرف العسل واستخدم كمرهم يساعد الجروح على الشفاء ويمنع العدوى، ووجد الباحثون أنه مفيد في علاج الجروح المزمنة والحروق وقرح الجلد، ويرجع هذا إلى وجود نسبة من “بيروكسيد الهيدروجين” أو ما يعرف بماء الأكسجين.
وفي دراسة أجريت عام 2011، كشف الباحثون أن العسل يثبط حوالي 60 نوعًا من البكتيريا، ويبحث العلماء حاليًا في إمكانية استخدام العسل في الشفاء من الجروح المصابة ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين وهو أحد أنواع “بنسلين”.
الزنجبيل:
يوصي به الباحثون كمضاد حيوي طبيعي آمن وفعال، لما له من قدرة على محاربة العديد من سلالات البكتيريا، كما يكافح دوار البحر والغثيان ويخفض مستويات السكر في الدم.
زهرة القنفذية:
استخدمها الأمريكيون الأصليون لعلاج الالتهابات لسنوات عديدة، كما نشرت مجلة الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية، أن هذه الزهرة تقتل العديد من أنواع البكتيريا مثل البكتيريا المسؤولة عن التهاب الحلق.
نبات خاتم الذهب:
وهو نبات عشبي يمكن أن يضاف إلى الشاي كعلاج لمشاكل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، ومكافحة الإسهال والتهابات المسالك البولية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه لاحتوائه على مادة تسمى “بريبارين” تعتبر مضاد حيوي طبيعي غير آمن للرضع والحوامل والمرضعات.
القرنفل:
يستخدم القرنفل حتى الآن في إجراءات طب الأسنان، إذ يعالج بعض أنواع البكتيريا اللاهوائية.
الزعتر:
يعتقد العلماء أن الزعتر أو الأوريجانو يعزز من الجهاز المناعي، ويعمل كمضاد للأكسدة، وحسب الدراسات يؤكد العلماء أن فاعلية الزعتر تزيد في مقاومته للبكتيريا كمضاد حيوي عند تحويله إلى زيت.
*تحذيرات
ليس بالضرورة أن يكون كل ما هو طبيعي آمن وفعال، فهناك بعض التعليمات الواجب مراعاتها عند استخدام المضادات الحيوية الطبيعية فمثلا:
تشير الأبحاث إلى أن تناول الثوم المركز يزيد من خطر التعرض للنزيف، وأنه ربما يقلل من فاعلية أدوية فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
استخدام مكملات الفضة الغروية، لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل الطاعون وفيروس “الإيدز”، ربما يتداخل مع فاعلية المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الغدة الدرقية.
ويصف الأطباء المضادات الحيوية عادة للمنع انتشار الأمراض المعدية، وسرعة الشفاء من المرض، ومنع تطور المضاعفات.