موسم الزيتون في فلسطين هذا العام ليس على ما يرام، يعاني ضعفًا مقارنة بالأعوام السابقة؛ بسبب يرجعه مراقبون لظروف سياسية، وبيئية وإهمال رسمي، وإحجاف بحق المزارعين، واعتداءات المستوطنين.
ضرار أبو عمر، مدير الإغاثة الزراعية في نابلس يقول: إن الموسم الحالي لا يبشر بخير لقطاع كبير من المزراعين، بسبب موجة الحر التي سادت فلسطين مؤخرًا، وقلة الأمطار في الشتاء المنصرم.
ويضيف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن أكثر المتضررين هم من المزارعين الذين يعتمدون على موسم الزيتون، لتحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة في القرى والبلدات التي لا يوجد فيها مصدر آخر للمزارعين.
أما المدير العام لمجلس الزيت والزيتون فياض فياض، فيؤكد أن موسم الزيتون لهذا العام غير مبشر، وسيكون هناك انخفاض في كمية الإنتاج انخفاضًا ملحوظًا.
وعزا في حديث لـ”المركز” ذلك لعدة أسباب، منها: انتشار ذبابة أوراق الزيتون، وتغير المناخ، وانقطاع الأمطار، وجفاف التربة، ومشاكل فسيولوجية، أثرت مجتمعة على الموسم وانخفاض إنتاجه.
وتعد اعتداءات المستوطنين على حقول الزيتون من المحطات المؤلمة للمزارع الفلسطيني، خاصة قبيل دخول الموسم رسميًّا وخلاله، وذلك بعد تكثيف تلك الاعتداءات في قرى جنوب محافظة نابلس، والمنطقة الشرقية، وفي محافظة سلفيت تحديدًا.
وأعلن في نابلس عن تشكيل لجنة مكلفة بمساعدة المزارعين في قطف الزيتون بالمناطق المتاخمة للمستوطنات، وتضم لجان الإغاثة الزراعية ومركز يافا الثقافي ومركز التنوير والإغاثة الطبية، وتم معاينة المنطقة المحيطة لمستوطنة براخاه المقامة على أراضي كفر قليل للبدء فيها.
ويقول المواطن منور أبو زاهر، من بلدة حوارة جنوب نابلس: إن عائلته وعوائل أخرى محرومة من الوصول إلى حقولها إلّا يومًا أو يومين في العام لقطف ثمار الزيتون بقرار من الاحتلال، وبالتالي لا عناية بالشجر، وهذا أدى إلى تراجع المنتوج وعدم جودته، وأكد أن هناك سرقة أيضا تتعرض لها أراضيهم من المستوطنين، خاصة من مستوطني يتسهار.
ولا يختلف الأمر في بلدات عصيرة القبلية ومادما وعوريف جنوب نابلس؛ إذ أشار المزارع محمد زيادة إلى أن هناك تجريفًا في أراضي البلدة، تسبّب بخلع عشرات الأشجار المثمرة بالزيتون من المستوطنين، فضلا عن حرمان مزارعين من العناية بالأرض.
ويقول المزارع محمد حنني من بلدة بيت فوريك: إن الجهات الرسمية وبخاصة وزارة الزراعة لا تقدم لهم أي مساعدة باستنثاء إعلانها في بيان إعلامي عن مواعيد قطف الزيتون، لكنها لا تقف إلى جانبهم في وجه الاعتدءات والممارسات سواء من الاحتلال أو المستوطنين، كما لا تعوضهم في حالة تعرضهم لأضرار بيئية أو متعمدة.
وتعد بلدة قريوت جنوب نابلس، من النماذج الحاضرة لاعتداءات المستوطنين على شجرة الزيتون، حيث تعرضت قبل عامين -كما يقول الناشط في البلدة بشار القريوتي- إلى حرق حقول المزارعين المتاخمة لمستوطنة عيليه، وسلب المحصول، والحرمان من الوصول لمساحات واسعة من الأراضي.
ووفق أرقام صادرة عن وزارة الزراعة، يبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 مليون شجرة، يتوزّع إنتاجها بين السوق المحليّ، ويُصدّر الباقي إلى الأسواق الخليجيّة والأوروبيّة.