تُهدد أزمة نقص الوقود، الخاص بالمولدات الكهربائية، التي تعاني منها المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، حياة مئات المرضى في مستشفيات القطاع، بحسب مسؤولين في وزارة الصحة.
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة، الطبيب أشرف القدرة: إن كميات الوقود المتبقية “تكفي مستشفيات القطاع من يومين إلى خمسة أيام فقط، بحسب الكميات المتوافرة في كل مستشفى”.
ويضيف القدرة في تصريح لمراسل وكالة “الأناضول” أن وزارته “نفّذت إجراءات تقشف شديدة لتتمكن من إطالة أمد كميات الوقود التي كان من المفترض أن تنتهي خلال نوفمبر الماضي”.
وفي نوفمبر الماضي، انتهت منحة مقدمة من الأمم المتحدة، لتزويد مستشفيات القطاع بالوقود اللازم لتشغيل مولدات كهربائية، لتعويض ساعات انقطاع التيار الكهربائي التي تمتد من 8 لـ16 ساعة يومياً.
وحذّر القدرة من أنه في حال نفاد الوقود، فإن مستشفيات القطاع ستكون أمام “كارثة حقيقية تهدد حياة مئات المرضى”.
وأشار إلى أن تداعيات الأزمة ستهدد حياة 800 مريض بالفشل الكلوي، يحتاجون إلى غسيل كلى 3 مرات أسبوعياً، و120 طفلاً من الخُدّج، في حضانات الأطفال، إضافة إلى 100 مريض في غرف العناية المكثفة، حياتهم مرتبطة بشكل مباشر بالتجهيزات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، التي يجب ألا ينقطع عنها التيار الكهربائي.
ولفت إلى أن نفاد الوقود سيتسبب بتوقف الخدمات اليومية، التي تشمل: آلاف الفحوصات المخبرية، والعمليات الجراحية لقرابة 250 مريضاً، ونحو 150 عملية ولادة قيسرية.
كما ستتوقف عن العمل بسبب الأزمة، محطات إنتاج الأوكسجين، ومحطات التعقيم، و11 بنكاً للدم، وآلاف الخدمات التشخيصية، بحسب المتحدث باسم “الصحة”.
ويوجد في قطاع غزة، وفق القدرة، 13 مستشفى حكومياً، و53 مركزاً للرعاية الصحية يحتاجون لـ300 ألف لتر من الوقود شهرياً لتشغيل مولدات الكهرباء.
ولفت إلى أن وزارة الصحة في غزة تواصلت مع كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بما فيها الحكومة الفلسطينية برام الله، ووضعتها في صورة الأزمة لكنها لم تتلق أي استجابة أو تطمينات من أي جهة حتى الآن.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من الحكومة الفلسطينية أو وزارة الصحة في رام الله حول تصريحات القدرة.
ودعا كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالعمل من أجل تطويق الأزمة، قبل أن تصل لمرحلة تتوقف فيها المستشفيات عن العمل، ويصعب تقديم الخدمات الطبية لنحو 2 مليون فلسطيني بالقطاع.
جدير بالذكر أن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة يعانون من أزمة كهرباء حادة منذ منتصف عام 2006.
ويحتاج قطاع غزة، حسب شركة توزيع الكهرباء إلى نحو 560 ميجاوات من الطاقة لتلبية حاجة السكان، لا يتوافر منها سوى 205 ميجاوات.